حميد بن عوض العنزي
تشكل ظاهرة الازدحام المروري أحد أهم ما يؤرق مخططي المدن في العالم، وعلى الرغم من التقدم الرقمي الكبير إلا أن الجانب المروري لا يزال يفتقد لحلول ملموسة تواكب زيادة أعداد المركبات والتي في كثير من العواصم باتت تفوق الطاقة الاستيعابية للطرق.
ولدينا في المملكة بدأت المدن الكبرى تشهد ازدحاماً متزايداً لا سيما مع النمو الاقتصادي والسكاني ومما يزيد المشكلة تعقيداً أن المدن الكبرى لا تزال تستجذب السكان من المناطق المحيطة في ظل استمرار الهجرة من القرى والمحافظات إلى المدن، وهذا لا يعني أن الهجرة هي السبب الوحيد للازدحام المروري، فهناك عوامل أخرى منها تشكل سلوكيات السائقين نسبة منها قد تتجاوز 50%.
أعتقد من المهم ابتكار حلول مناسبة، وإن كان من المرتقب أن يسهم المترو بتسهيل الحركة وربط أجزاء العاصمة إلا أن هناك طرقًا وشوارع قد تحتاج إلى تعديلات هندسية، ولعل في تقنيات الذكاء الاصطناعي ما قد يساعد في إيجاد الحلول مع أن دراسة جامعة نايف العربية المعنونة بـ (استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز السلامة المرورية بالدول العربية) بهدف التعرف على التحديات التي تؤثر سلبًا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية والتأثير المحتمل لها، قد ذكرت أن حركة المرور في المناطق الحضرية بالدول العربية تتميز بالازدحام الشديد في كثير من الأحيان وعدم ملاءمة تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة بالدول المتقدمة لاستخدامها عربيًا.
فيما توقعت دراسة أوروبية أميركية اختفاء إشارات المرور في السنوات المقبلة لمصلحة تقاطعات ذكية تعمل في وقت الازدحامات وطوابير انتظار الإشارات المرورية، وركزت على إمكانية وصل السيارات في ما بينها بنظام تواصل وأجهزة استشعار متطورة، يسمح لها بتنظيم السير بشكل أوتوماتيكي من دون اللجوء إلى إشارات السير.