عثمان بن حمد أباالخيل
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه))؛ رواه البخاري ومسلم. الله سبحانه وتعالى أمرنا بحفظ اللسان إلا بما فيه خير للإنسان والصمت بوضوح هو الامتناع عن الكلام، وهو حالة من عدم الرغبة في المشاركة بالحديث أو إبداء الرأي. للصمت وجهان وجميل حين يكون الكلام ايجابياً ووجه قبيح وموجع حين يكون الكلام سلبياً. في رأيي الشخصي وربما هناك الكثيرون من يؤيدوني الصمت فن لا يتقنه الكثيرون إلا من يفهم لغته، فإذا تكلم الإنسان بالكلمة ملكته وإذا لم يتكلم بها ملكها، وإن تملكها خير من أن تملكك. هناك ميزة قد يجهلها بعض الناس الصمت والهدوء يساعدان الإنسان على الشعور بالراحة والتخلص من القلق والتوتر في الحياة، كما يعمل على تجديد خلايا المخ وتحسين القدرات العقلية المعرفية لدى الإنسان. يقال إن من يسكت يندم مرة، ومن يتكلم مراراً يندم كثيراً.
في المقابل ليس الصمت محبباً دائماً هناك مواقف يمر بها الإنسان في حياته لا بد أن يتكلم أو يتحمل مسؤولية صمته هنا يحتاج أنْ يتخذ قراراً بالكلام أو السكوت وأن يوازن بين الإيجابيات والسلبيات في الموقف الذي يمر به. وأعتقد لا بد أحياناً من الصمت ليسمعنا الآخرون الذين لا يعرفون فن الصمت وماذا يعني للطرف الآخر الصمت. الصمت في بعض المواقف يكون أبلغ من الكلام، كما تصمت الفتاة عندما يؤخذ رأيها فيمن يتقدم لخطبتها فالظاهر هو الصمت والباطن هو إجابة بليغة ورسالة بالقبول، ثمة مواقف كثيرة يكون الرد الفيصل فيها هو الصمت، ولكم أن تتذكروا بعض المواقف التي مرت بكم وكان الصمت يعني الموافقة (في بعض الأوقات يحدث الصمت فيك أثراً لن يستطيع أن يحدثه الكلام) أحلام مستغانمي.
قد يسأل البعض ما هو الفرق بين الصمت والسكوت وهنا أود أن أوضح الفرق بينهما الصمت يتولد من الحكمة، أما السكوت فيتولد من الخوف.
في وقتنا الحاضر هناك الكثيرون الذين يؤمنون بالصمت ضعفًا وخوفًا وجبنًا وخشية من المواجهة، وهنا أقول لهم ليس الصمت دوماً قوة أو من ذهب لقول الحق والكلام بصوت عالٍ والدفاع عن النفس أمام أناس من حولك يملكون ألسنة حادة اشد حدة من السيف وربما يدارون بالريموت كنترول عن بعد. يقلقني البعض حين يصمتون عن النصح مع أن لهم الحق فيه بسبب التقدير لبعض الأشخاص. يسألوني ما هو سر صمتك؟ إجابتي هي لا أريد أن أخسر الطرف الآخر الذي لا يهمه أمري مع أن أمره يهمني.