محمد بن عيسى الكنعان
لا أبالغ إن قلت إن معرض الرياض الدولي للكتاب يُضاهي معارض الكتاب العالمية وليس العربية فحسب، وأنه من أبرز الفعاليات الكبرى التي تقام كل عام بالمملكة قياسًا بحجم الحضور من الناس، خاصةً أنه أسهم في جعل المملكة إحدى أهم مراكز الثقافة العربية بعالمنا العربي. وهذا ليس زعمًا أو ادعاءً، بل يؤكده كثيرون من أصحاب دور النشر، الذين يتسابقون لتكون أجنحتهم في مواقع التميز بمعرض الرياض الدولي للكتاب.
معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام تطور بشكل كبير ومذهل، وهذا لا شك يُحسب لوزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة؛ خاصةً أن هذا التطور لم يكن في جانبٍ واحد، بل شمل جوانب عدة مهمة، أبرزها دور النشر العارضة التي تجاوز عددها 900 دار نشر، فضلًا عن الجامعات، والهيئات، والأندية الأدبية-.. وغيرها، والمشاركة الواسعة من دور النشر الأجنبية، والبرنامج الثقافي، وكثرة قاعات القراءة والجلوس، ومسارح ضيف الشرف (الجمهورية التونسية)، والأستوديوهات التلفزيونية والإذاعية، وأجهزة الخدمة الذاتية، والقصة القصيرة، والسينما الخارجية، والمقاهي والمطاعم، وغير ذلك.
غير أن الملاحظة الأبرز التي تتكرر كل عام هي مشكلة مواقف سيارات زوار المعرض، فرغم الساحات الشاسعة حول المعرض، إلا أن الازدحام المروري متكرر ومشاهد على مدار ساعات المعرض، ولعل السبب هو منهجية تنظيم الحركة المرورية، وأبرز مثال بهذا الشأن هو قيام المنظمين في توجيه الزوار إلى المواقف البعيدة في بداية ساعات المعرض، بينما المواقف المجاورة للمعرض تبدو فارغة، ولا تدري ما الحكمة من هذا التصرف؟، فضلًا عن عدم وجود لوحات إرشادية من حيث الدخول أو الخروج أو ترقيم المواقف، كما أن اجتماع مدخل المعرض بمدخل واجهة الرياض في مكان واحد سبب ازدحام السيارات، وهذا بالتالي انعكس سلبًا على طريق مطار الملك خالد الدولي من حيث إشغال ثلاثة من مساراته. لهذا اقترح على هيئة الأدب والنشر والترجمة ووزارة الثقافة أن تراجع هذه المسألة المهمة مع منظم المعرض، من حيث الملاحظات والمقترحات، ولا يكون ذلك إلا من خلال طرح استبيان من قبل إدارة المعرض عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ بحيث يستطلع آراء الزوار عن تفاصيل المعرض لمعرفة الجوانب الإيجابية وتطويرها، وكشف مكامن القصور والسلبيات ومعالجتها، بما يخدم المعرض في قادم دوراته المستقبلية بمشيئة الله.