فهد المطيويع
محزن أن تخلو قائمة أسماء الحكام المختارين للمشاركة في مونديال قطر 2022 من اسم حكم سعودي رغم محاولاتنا الجادة في الوصول للتطور المنشود على جميع المستويات، غياب غير مبرر رغم كل الإمكانات المتاحة للتطوير وما يصرف عليها من ميزانيات مليونية، سبق لي أن التقيت برئيس لجنة تطوير الحكام جون بيكر في بدايات برامج التطوير للحكام ومع أكثر من مدير تطوير كان آخرهم كلاتنبيرج في البرنامج الرياضي في القناة الثانية السعودية وجميعهم تحدثوا عن الحكم السعودي بإعجاب وجميعهم أثنوا عليه رغم أنه لا يجد الدعم المناسب لا ماديًا ولا معنويًا، ما أريد أن أقوله إن غياب الحكم السعودي عن أكبر تجمع رياضي كروي أمر معيب ولا يليق بتاريخ المملكة رياضيًا ولا بإنجازاتها رغم أن التوجه الحالي هو دعم كل ما يخدم تطور كورة القدم ورغم ذلك لا أرى أن هذا الموضوع استفز أحدا في الاتحاد السعودي لكرة القدم، بل العكس مر الموضوع برداً وسلاماً على الجميع، بكل أمانة لا أعلم إن كان موضوع الدعم المادي تبدل للأفضل أو ما زال بائسا كما عهدناه ولكن الشيء الذي أنا متأكد منه أن الحكم السعودي غير محمي وأنه أصبح (ملطشة) للجميع بسبب غياب الحماية التي تكفل له القيام بعمله بكل ثقة دون خوف أو هاجس الهجوم والتشكيك وهنا ألوم اتحاد كورة القدم الذي ترك الحبل على الغارب للجميع (لمرمطة) الحكام باسم النقد الرياضي وأنا طبعا لا أتحدث عن النقد البناء الذي يسهم في رفع أداء الحكام ولكن أتحدث عن الاتهامات المزعجة التي دمرت نفسيات الحكام وخلقت أجواء الخوف والرهبة من الوقوع في الخطأ، الأمر بكل أمانة لا يحتاج أن نخترع أمرا جديدا لإعادة بريق الحكم السعودي لأن الموضوع ليس (rocket science)، كل ما يحتاجه الحكم تدريب مستمر وتقدير مالي مناسب وحماية ضد أصحاب (الترهيب) وتنتهي العملية بمنتج تحكيمي جيد يحترمه الجميع، للأسف جميعنا ساهم في دخول الحكم السعودي في سباته الطويل بسبب أننا شككنا في عدالته وإمكاناته ودخلنا في ذمته وأجمعنا بأنه منحاز لهذا الفريق ضد ذلك الفريق والضجيج المعتاد الذي نسمعه ونشاهده قبل وبعد كل مباراة وهكذا دواليك حتى أصبحت المباريات حلماً وأحيانًا وكابوسا مرعبا له تبعات مضره على الحكام والنتيجة كما نرى حضور محلي مخجل وغياب دولي طويل وطويل جدا بسبب انحيازنا العاطفي للأندية، أتمنى أن نعيد صياغة مفهوم تطوير الحكم السعودي من خلال ضخ أسماء جديدة تمك الشغف والطموح وإدخالها في برامج تدريب تحت إشراف أسماء كبيرة في مجال التحكيم أو ضم أسماء حكام جديدة وإلحاقهم ببرنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم الموجود في إسبانيا لفترة معينة لاكتساب الخبرة والاحتكاك في مسار مشترك لتطوير الحكام بإشراف الاتحاد الإسباني، أخيرا أتمنى أن يكون مونديال قطر 2022 آخر غياب للحكم السعودي عن هذا المحفل الكبير لأن الغياب عن (ثلاثة) مونديالات كأس عالم كثير بحق الكورة السعودية.