تحظى المدينتان المقدستان: مكة المكرمة والمدينة المنورة بالعناية الفائقة والاهتمام الكبير من لدن حكومتنا الرشيدة، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- وأبنائه من بعده، وتعزيز مكانتهما كوجهة إسلامية رائدة بعمارتهما المتميّزة، وتطوير بنيتيهما، وإقامة العديد من المشروعات العملاقة المتواصلة التي يشهدها جميع المسلمين على كوكب الأرض من حجاج ومعتمرين وزوار، ومشاهدتهما عبر الوسائل الإعلامية المختلفة على مدار السنين، فالمدينتان المقدستان تبهران وتسرّان الناظرين لهما؛ لما يمتازان به من روعة وجمال فن العمارة، والزخرفة الإسلامية، والعناصر البارزة التي تشكلها في المداخل والبوابات والجدران والمحاريب والنوافذ والأسقف التي تعتبر من أرقى الفنون عبر التاريخ بزخارف نباتية مستلهمة من أشكال النباتات والزهور وهندسية، بتكرار وتداخل أشكال المربعات والدوائر بنظم رياضية وهندسية وكتابية، يتم استخدام الآيات القرآنية، والعمل على رسمها وزخرفتها، وإبراز جمال اللغة العربية, فالمدينة المنورة هي أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة المكرمة، مما أضفى على قدسيّتها التاريخية العريقة بُعدًا معرفيًّا يليق بمكانتها في العالم الإسلامي.
وقد تم اختيار المدينة المنورة من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013، وكذلك تم اختيارها عاصمة السياحة الإسلامية لعام 2017 لما تحوي لأكثر من 200 موقع ومعلم سياحي، بما في ذلك المباني التاريخية والآثار ذات الأهمية الدينية؛ مثل المسجد النبوي، ومساجد أخرى، تعود لوقت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-, ومشروع «رؤى المدينة» الذي أعلنه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه- ينضم إلى سلسلة طويلة من المشروعات العملاقة عبر تاريخ المملكة لعمارة المدينتين المقدستين التي تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030، وسيتم تنفيذه على أعلى المعايير العالمية، ما يعكس حرص المملكة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بالمدينة المنورة, حيث راعت في تصاميم المباني والمرافق الصورة الحديثة المستمدة من تراث المدينة المنورة بكل تفاصيلها، واحتضانها للعديد من المعالم التاريخية التي تفوح بعبق النبوة، وإرث الصحابة الكرام، التي يعيد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تخطيطها من جديد بإطلاق هذا المشروع التنموي والاستثماري، ورؤية سموه الثاقبة على أفضل مستوى من جودة الحياة.
** **
b.abdulkareem@hotmail.com