من فضل الله تعالى على بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية أن جعل مرتكز بنائها ونشأتها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونظام الحكم فيها قائم على هذا النهج القويم والصراط المستقيم، يظهر ذلك في اعتزاز قادة البلاد منذ تأسيسها إلى يومنا الحاضر بذلك في المحافل الدولية والإقليمية والمحلية، ويبرز في كون المملكة العربية السعودية رائدة العالم الإسلامي ومهوى أفئدة المسلمين بخدمتها للحرمين الشريفين.
ويتجلى ذلك في مظاهر العناية بالشريعة الغراء منهجاً وسلوكاً ودعوة، ورعاية المسلمين في أنحاء العالم بإنشاء المراكز الإسلامية والمساجد وإرسال الدعاة وتهيئة المنح الدراسية لطلاب العلم واستضافة الحجاج والمعتمرين من شتى دول العالم.
توّج ذلك كله صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف يكون مقره المدينة المنورة.
وذلك لعظم مكانة السنة النبوية لدى المسلمين، كونها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، واستمراراً لما نهجت عليه هذه الدولة من خدمتها للشريعة الإسلامية ومصادرها، ولأهمية وجود جهة تعنى بخدمة الحديث النبوي الشريف، وعلومه جمعاً وتصنيفاً وتحقيقاً وشرحاً ودراسة.
ذلك الأمر الذي تهتف له قلوب المسلمين الموحدين في أصقاع المعمورة، ولا شك أنه سيكون له إسهامات عدة من أهمها: تحقيق الوسطية ، وتنقية الفكر من الشوائب، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وجمع شمل المسلمين، ودعم طلاب العلم وتشجيعهم على العناية بالسنة منهجاً وتحقيقاً ودراسة، وترجمة كتب السنة وشروحاتها باللغات العالمية، وإبراز الإعجاز العلمي في السنة النبوية؛ مما يُسهم في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام والعناية بالداخلين حديثاً في الإسلام، وربط طلاب العلوم الشرعية بالمصادر الموثوقة من خلال بناء قواعد بيانات الكترونية وتقنية تواكب التسارع التقني على مستوى العالم.
من هذا المنطلق فالجميع يجهر بالشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين على عنايته بالسنة النبوية، ولا أخال إلا أن قلوب المسلمين تهفو لمسابقة نبوية دولية تغنى بالحديث النبوي حفظاً وترجمة ودراسة وتكون من إنجازات المركز وأولياته ورافداً من روافد الدعوة إلى الله على بصيرة وما أجمل أن يكون اسمها:
مسابقة الملك عبد العزيز الدولية للسنة النبوية، وقفاً لمؤسس هذه البلاد المباركة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ووفاءً لما بذله في تأسيس كيان المملكة العربية السعودية الشامخ.
ولتكون توأمة لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ لقرآن الكريم وتلاوته وتفسيره.
وما أجمل أن تتوجه إقامتها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
ونسأل الله أن يجعل أجرها وثوابها في ميزان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وأن يمتد نفعها ويبلغ أثرها الآفاق وتكون للأجيال نبراساً ولطلبة العلم رافداً وهاجساً وللمسلمين أملاً وطموحاً ولمن أسسها وقفاً يمتد ثوابه إلى ما شاء الله.
آمل أن نرى ذلك واقعاً ملموساً وأن يتفيأ المسلمون جميعاً ظلالها الوارفة ويسعدوا بثمارها اليانعة في القريب العاجل بإذن الله.