عبده الأسمري
كثيراً ما يأتي «التنظير» الشخصي في اتجاهات «مركبة» تعكس تفاصيل «الشخصية» الإنسانية وما تحمله من «سمات» تظهر في «هيئة» السلوك والمسلك.. وتأتي حيل الإنسان «الدفاعية» لتؤكد «الضعف» الحتمي لكل من حاول «الارتفاع» دون امتلاكه أدوات «الرقي»..
تمثل القدرات والمواهب والمهارات والإمكانيات التي يمتلكها «الإنسان «رصيداً مديداً من الارتقاء بالنفس إلى مستوى مبرهن بقوة «التفوق» ومؤكد بحظوة «التنافس» لذا يبقى «القادمون» من اتجاه «الصدفة» والحاضرون من باب «المصادفة» والمتخفون تحت رداء «الواسطة» ضيوفاً «مؤقتين» أمام «المنافسة التي تفتح أبوابها للمستحقين بوقع «النتائج» والمتوجين بواقع «الوقائع»..
للمعرفة وجه أصيل واحد لا يحتمل وجود «الأقنعة» الزائفة التي تحاول تمرير «حيل» الفهم المضلل أو نشر «احتيال» الفكر المموه مهما انطلى خداعهم على المنجذبين إلى القشور والمنخطفين نحو الظاهر.. ليحل «المنطق» فيصلاً في التفريق بين المنتمين للمعارف بحكم «الاستحقاق» والمنتسبين لها باحتكام «النفاق»..
أتعجب من بعض «المجموعات» الإليكترونية التي يتبادل أعضاؤها «عبارات» المديح و»اعتبارات» الثناء حول إنتاج «مخجل» في رسائل «موجعة» تعتمد على «التطبيل» البائس وتتعامد على «التبجيل» المحزن الأمر الذي يجعلنا نعاني «غصة» الاندهاش ونختزل «قصة» الاستغراب نحو «شخصيات» تدعي «المعرفة وهي براء منهم..
في ظل «عشوائية» مقيتة و»ساحة» مفتوحة يلعب فيها «أدعياء» المعرفة دون «خبير» يرسم لهم «حدود» التأدب ويحدد لهم «خطوط» التوقف رأينا «الأدباء» الوهميين يعتلون «منصات» التوقيع أمام «حضور» جماعة القروب أو جمع الزملاء لتأتي «الفلاشات» خجولة من إظهار «الضياء» المشبوه على عتبات «التمويه»..
من المؤلم حقاً أن نرى «تأليف» الكتب «وجهة» متاحة لكل من جمع «خواطر» الثانوي أو استجمع «ذكريات» الإعدادي أو سرد سوالف «الاستراحات» أو وصف حكايات «الحارة» بأي لغة متاحة بعيداً عن «احترام» ذائقة «المتلقي» وبمنأى عن «تقدير» ذوق المتابع ليأتي «الإنتاج هزيلاً» يفرض حالة «طوارئ» ثقافي تنقي «الأدب» من ترهات «المتسرعين» نحو «الطيش» الثقافي واللاهثين وراء «الوهم» المعرفي بحثاً عن مسميات أو توصيفات لا تناسب قدراتهم..
احترام «المعرفة» ضرورة وحتمية تفرضها روائع «المحتوى» وتؤكدها وقائع «المستوى» بعيداً عن «فوضى» النشر لمن يدفع المال ويجني الكتاب «الجاهز» على طبق من «عجب» فالمدقق من فئة مختلفة والمستشار من حرفة أخرى والطباعة بأمر «الدفع» والنتيجة من أصل «التلاعب»..
المعرفة مفهوم «جامع» يحمل العطاء واسم «لامع» ينتج الضياء في «ساحات» تقتضي «الركض» الأصيل والخطوات «الواثقة» والخطى «الواثبة» من خطوط «البداية» وحتى حدود «النهاية» في مضمار يستوجب «المهارة» وميدان يحتم «الجدارة» وصولاً إلى «الصدارة» التي تعكس «أصول» الكفاح وتبرز «فصول» النجاح..
للمعارف «إضاءات» مهنية وإمضاءات» حرفية تلتزم بالمعايير وتترابط مع «المؤشرات» وتتجه إلى» المنجزات» في إطارات من «الحقائق» التي يبصم عليها أصحاب الفكر وسادة الأدب بعيداً عن «الاحتفاء» المدبر بدواعي «المجاملة» والانتشاء» المؤقت بمساعي «المداهنة».
تحتاج «المعرفة» إلى إعادة تحديث حتى تتم تصفيتها من «فيروسات» دخيلة تنشر «شوائب» ذاتية تعكر صفو «الزهاء» المعرفي حتى يتم تنقيتها من «القادمين» بلا مواعيد و»الماكثين» بدون احتياج.. ومن أراد «التنظير» فعليه بالمناظرات والمداهنات والمجاملات والمباركات في «مساحات» التقنية المفتوحة بلا حدود فهنالك «ملعبهم» المفتوح و»مشهدهم» المسموح بلا «ضوابط» للتقييم ودون «معايير» للاختيار..
المعرفة «حصيلة» علم و»حاصل» خبرة وناتج «ممارسة» وواقع «إتقان «ولها ميادين مشروطة بالكفاءة ومضامين مرتبطة بالجودة وفي ظل ذلك لا بد من وجود «الأمانة» في منح «المكانة» لمن أبدع ونيل «التمكين» لمن أنجز وصولاً إلى صناعة «مجتمع» معرفي يرتهن للموضوعية ويرتكن للاحترافية يحارب الاجتهادات «الشخصية» ويواجه الحالات الدخيلة ويستعد للادعاءات المحتملة بدلائل «المنطق» وبراهين «الصواب وأصول «الحرفة» وفصول «الاحتراف»..