د.عبدالعزيز الجار الله
يمر على الجميع نوع من الشعور المتضاد والمتداخل، شعور بالفرح وآخر بالحزن في لحظة واحدة، وهذا ماشعرت به وجيلي من الصحفيين:
شعور الفرح: تكريم الأستاذ خالد بن حمد المالك وهو تكريم للصحافة السعودية والخليج، وتكريم شخصي لقيادي في الإعلام (ناضل) في المفهوم الحقيقي للمكابدة والمشقة من أجل قيام الصحافة: صحافة الأفراد، وصحافة المؤسسات الصحفية، الشكر لدولة الإمارات على تكريم أحد رواد الصحافة السعودية.
أما شعور الحزن: أن التكريم لا يأتي من داخل الجهات الرسمية والدوائر الإعلامية السعودية الحكومية، بالمناسبة التقدير والتكريم قد يأتي من الخارج ليس في الإعلام بل ربما في بعض المجالات، لذا لابد من التنبه لهذا الشأن، وبالتالي يتطلب تكريم رسمي لجيل من رواد الصحف السعودية ممن عمل مع توحيد المملكة 1932 وما بعدها من رواد صحافة الأفراد، وصحافة المؤسسات وما تلاها، بالتأكيد أن من أبرزهم الأستاذ خالد المالك، خاصة أننا سنشهد خلال عام 2023 القادم نهاية مرحلة المؤسسات الصحفية.
يوم الثلاثاء الماضي 4 أكتوبر 2022م أقيمت في دولة الإمارات مناسبة إعلامية سعودية خليجية وعربية تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم إمارة دبي، كرّم سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، الأستاذ خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية، رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، رئيس اتحاد الصحافة الخليجية، الفائز بجائزة شخصية العام الإعلامية، وذلك خلال تسليم جوائز الإعلام العربي، في دورتها الحادية والعشرين، وتُمنح هذه الجائزة لشخصية إعلامية عربية متميزة، تقديراً لإسهاماتها في مجال الإعلام سواء المكتوب أو المسموع أو المرئي، ولما قدمته تلك الشخصية من أعمال.
جاء ذلك ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي، بمشاركة أكثر من 3000 من المسؤولين الحكوميين وقيادات المؤسسات الإعلامية، وعقدت فعاليات منتدى الإعلام العربي الذي ينظمه «نادي دبي للصحافة» على مدار يومي 4-5 أكتوبر الجاري بمشاركة نخبة من المسؤولين الحكوميين وقيادات المؤسسات الإعلامية الخليجية والعربية والعالمية.
يأتي تكريم الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة ونحن على نهاية حقبة الصحافة السعودية، بل اختفاء وتوقف المؤسسات الصحفية، وربما إغلاق كليات وأقسام الإعلام في الجامعات السعودية وسط صمت وسكوت الجهات الإعلامية الرسمية بتوقف العمل الصحفي، حيث بدأت المؤسسات الصحفية بإغلاق مقراتها ومكاتبها وتسريح العديد من منسوبيها من القيادات الصحفية والخبرات الإعلامية وكتاب الرأي، والإدارة الصحفية، والمهنيين والفنيين،والتي بدأت العمل في المؤسسات الصحفية قبل نحو 60 سنة، منذ عام 1385هـ /1965م، وهناك تاريخ طويل آخر للصحافة السعودية زمن صحافة الأفراد، والإغلاق يعود إلى التطور التقني والتحول إلى النشر الإلكتروني.
هذا التكريم الإعلامي الإماراتي المستحق للأستاذ خالد المالك وللصحافة السعودية نظراً لدوره الريادي والقيادي في العمل الصحفي، حيث كرم المالك بالعديد من الأوسمة والجوائز، فقد خرج من إدارته الصحفية عدد من مشاهير الإعلام ورؤساء التحرير، تجاوزت خبرته الصحافية الـ 50 عاماً على المستوى الخليجي والعربي.
اتجه للصحافة وبدأ فيها محرراً في صحيفتي «الرياض» و»الجزيرة» ومجلة «اليمامة».
عُيّن رئيساً لتحرير صحيفة (الجزيرة) اليومية منذ خمسين عاماً وما زال تخللتها فترة انقطاع، وهو من تولى مسؤولية إصدارها طبعة يومية في عام 1392هـ - 1972م.
إصدار صحيفة (المسائية) اليومية في عام 1402هـ - 1982م وأشرف على تحريرها في بداية صدورها، انتخب رئيساً لمجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين في الدورة الرابعة عام 1438هـ - 2016م وما زال، وكان قد انتخب نائباً لرئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين في أول تشكيل لها عام 1425هـ - 2004م، وأعيد انتخابه في الدورة الثانية عام 1429هـ - 2008م. انتخب رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية في عام 1438هـ - 2017م.
عين بأمر من الملك سلمان حين كان أميراً لمنطقة الرياض رئيساً لمجلس إدارة مدارس الرياض عام1429هـ - 2008م والتي كان يرأس مجلسها الفخري حينذاك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
حالياً يشارك في عدد من العضويات التطوعية في العديد من الكراسي العلمية والبحثية ومجالس إدارات الدعم الخيرية والاجتماعية والثقافية والشرفية، ومنها: مجلس إدارة والهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، مجلس إدارة مركز الملك سلمان الاجتماعي، العضوية الشرفية لجمعية الإدارة السعودية، عضو مجلس الهيئة الاستشارية لكرسي د. غازي القصيبي بجامعة اليمامة،مجلس وقف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن،عضوية مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر.كُلِّف بإنشاء الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع التي تملكها المؤسسات الصحفية عام 1404هـ - 1983م، عُيِّنَ أول مدير عام لها، وعضواً في مجلس إدارتها لمدة ست سنوات.
شارك في الكثير من الندوات الثقافية والإعلامية وألقى عددا من المحاضرات داخل المملكة وخارجها، ومن بين الدول التي حاضر فيها خارج المملكة (اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية وإيطاليا وبولندا وكازاخستان) وغيرها. أول رئيس تحرير سعودي يلقي كلمة باللغة العربية في المؤتمر العالمي للصحف التاسع والخمسين ومنتدى المحررين الثالث عشر بجنوب أفريقيا 1428هـ - 2007م الذي نظمه «الاتحاد العالمي للصحف» win ifra، حيث اعتمدت اللغة العربية بفضل مبادرته لتكون لغة معتمدة رسمياً بعد تسعة وخمسين عاماً من عمر هذا المحفل العالمي السنوي. تشرف بتسميته «ولي عهد الصحافة» في المملكة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله.
حاز على جائزة «الرواد» من المجلس الأعلى للإعلام في مصر عام 2022م، جائزة المفتاحة عام 1428هـ - 2007م. جائزة البحر الأبيض المتوسط العالمية في إيطاليا في حقل الصحافة والإبداع 1436 هـ - 2015م. جائزة الإبداع الإعلامي في الكويت 1436 هـ - 2015م. حصل على وسام التكريم من العاهل المغربي.
حصل على جائزة منظمات مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) للشخصية الصحفية السعودية والخليجية لعام 1436هـ - 2015م. في البحرين. كرم في العديد من المنتديات والصوالين الثقافية والأدبية منها: صالون غازي الثقافي بالقاهرة.
برز بإدارته وبدعمه وتحت رئاسته إعلاميون سعوديون تربعوا على عرش الصحافة والقنوات الإعلامية المحلية والعربية حيث عملوا رؤساء تحرير للصحف والمجلات المحلية والعربية ومديرين تنفيذيين لقنوات تلفزيونية ومديرين لمكاتب وكالات أنباء عربية وعالمية.