يوافق يوم الأربعاء الخامس من أكتوبر من كل عام اليوم العالمي للمعلم، فتحية حب ووفاء لكل معلمة ومعلم جعلا التعليم بحراً يستلهم منه النجباء أروع معاني الحياة، ويجد فيه الشعراء مادة خصبة تداعب أوزان قصائدهم. وتغرد ديم السماء عذباً يسقي الطموحات حيثما كان ثَمّ مُعلّم.
فالعلم مشروع حياة.. ورحلة ماتعة لا تنتهي، والمعلم هو الرفيق المخلص الذي يصاحبك في هذه الرحلة ويعيش معك تفاصيلها بكل إخلاص وحب وتفانٍ!
أنت أيها المعلم يا من بذلت جهدك حتى تصعد في سلم المعرفة وتتسلَّح بالعلوم وتكتسب تفاصيلها
وتتمهّر فيها لتؤديها للناس بعطاء ممتدّ وروح باذلة لا تكلّ ولا تملّ.
جعلت للحياة عطراً يستوطن القلب
وجعلت للعلم بهجة تستقر في النفس
وصنعت الطريق مجداً لم تزل تحمل رايته في ميادين الحياة.
وفي كل يوم نراك كل صباح تاركاً خلفك التزامات عالقة لا يؤديها سواك، لتُقبل على الحياة؛ وكأنه لا شيء سوى التعليم والتربية والتوجيه والإرشاد عندك..
تشعر وكأن من في المدرسة عائلتك ومناط مسؤوليتك..
تحمل بين حناياك فؤاد الوالدين اللّذَين جعلا فلذة كبدهما أمانة بين يديك.. وتحمل قلب صاحب الغرس الذي تتوق روحه وهو يسقيه كل يوم بدم قلبه ويترقب نموه ويستشرف ثماره اليانعة..
تتنقل بين بساتين المعرفة لتقطف لهم أجمل ما فيها، وتتجوّل في أفياء العلم مصطحباً معك فريقاً يراك قدوة؛ لأنك تستحق أن تكون كذلك..
أَوَ تحسبُ أنا نسينا يوم تشاطرنا حبك الذي يدفعك أن تمنحنا المزيد.. أَوَ تُراكَ تذكر يوم تترك فراشك الوثير مهما أحاط بك الألم؛ لتُقبل مُبتسماً تتلمس العافية في العطاء.. فنراك شامخاً في قاعة الصف شموخ الجبال الراسية هتاناً تسقي أرواحنا بجميل أدائك وتستعذب تفاصيلنا عنادل التألق التي تشدو لنا كل صباح أنك الشمس في إشراقها ودفئها ونورها.
هكذا كنا نراك ونحن صغاراً..
واليوم إذ كبرنا نشعر أنك بفيضك الذي لا يتناهى، لم تكتفِ أن أتعبت من بعدك، بل وحتى من قبلك..
في روحك الجميلة أَلَقٌ يداعبنا.. وفي عطائك النادر نور يستقر في حنايانا.. والأجمل «أن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى الحوت في بحرها وحتى النملة في جحرها ليُصلّون على معلم الناس الخير»
لن ننسى نهرك الجاري.. وستبقى روحاً تنبض بأروع ما اكتحلت به عيوننا..
واسلم للعطاء نبراساً وبهجة يْستضاء لها في محافل العلم.
«لسان حال العالم يحييك أيها المعلّم»