التداوي بالقرآن في الأمراض الحسية
• ما حكم التداوي بالقرآن للأمراض الحسية كالإصابات من الحوادث؟ وهل صحيح أن في هذا استهتارًا بالقرآن الكريم؟
* الله -جل وعلا- أخبر أن القرآن شفاء، وفيه شفاء، ومادام الأمر كذلك، وهذا مرض من الأمراض فلا مانع من استعمال الرقية فيه، وأما كونه استهتارًا فليــس باستهتار، إنما هو امتثال، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ [الإسراء: 82]، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت: 44]، على كل حال الرقية بالقرآن ثابتة عنه -عليه الصلاة والسلام-، وإن كــانت خلاف الأولى، فقد جاء في وصف السبعين الألف أنهم لا يسترقون [البخاري: 5705]، لكن مع ذلك هو شفاء لأمراض القلوب وأمراض الأبدان الحسية والمعنوية.
* * *
معنى سدِّ الذرائع، ووقت العمل به
• ما معنى سدِّ الذرائع؟ ومتى يعمل العلماء به؟
* سدُّ الذرائع هو الاحتياط الذي يُقدَّم بين يدي فعل المحظور، فيُحتاط لذلك؛ لئلا يغفل الإنسان حتى يقع فيما حرَّم الله عليه، والله -جل وعلا- يقول: وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام: 108]، وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه» قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمَّه، فيسب أمَّه»[البخاري: 5973/ ومسلم: 90]، هذا كله احتياط، وجاء في النصوص سد جميع الأسباب الموصلة للفاحشة، فحرَّم النظر، وحرَّم الخلوة، هذه كلها ذرائع، وتحريمها من باب سد الذرائع، وحرَّم جميع الأسباب التي توقع في الشرك، وحمى جناب التوحيد، وكل هذا من سد الذرائع.
* * *
الكذب على المريض بأن حالته الصحية متحسِّنة؛ لتشجيعه
• هل يجوز عند زيارة المريض خاصة كبير السن أن نكذب عليه ونذكر له أن وجهه مشرق من العافية، وأن صوته أفضل، وأن صورته أحسن من المرة الماضية، وهكذا؛ وذلك لتشجيعه النفسي؟
* هذا من باب التفاؤل وبعث الفأل في نفس المريض؛ لأن الأمور النفسية لها دخل في الأمراض وزيادتها، وإذا وجد مثل هذا التفاؤل ومثل هذا التشجيع لهذا المريض فإنه ينشط، ومع ذلك قد يُشفى بسببه، فقد يكون هذا نوعًا من العلاج، فلا مانع منه -إن شاء الله-، لكن مع ذلك لا يقال له مثل هذا الكلام ليطول أمله وينسى الاستعداد للآخرة، بل يُذكَّر بهذا وهذا.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-