حمد بن عبدالله القاضي
** ابن خميس رائداً صحفياً
لقد أسس ثاني صحيفة بنجد صحيفة «الجزيرة» وتولاها وكانت تجمع بين مقالات وطنية لبواكير التنمية بالمملكة ودراسات أدبية وقصائد شعرية، وكان له كل أسبوع افتتاحية الجزيرة «سياسية واجتماعية بأسلوب أدبي».
**كاتباً وأديباً
كاتباً: بالشأن الاجتماعي والوطني وكان رائداً تنويرياً بدعوته لتعليم المرأة وافتتاح جامعة والإفادة من البترول بصناعات تحويلية.
** أديباً: بدراساته المعمقة التي حوتها كتبه الأدبية والثقافية وببرنامجه الإذاعي «من القائل».
** لغوياً: هو أحد عشاق الضاد كتابة ونطقاً ودفاعاً وحبه للضاد ليس تنظيراً فكتاباته تأتي بأسلوب جزل وبمفردات لغوية راقية وغير مطروقة، وحين تقرأ شعره بلغته الرفيعة يذكرك بشعراء العربية الكبار من العصر الجاهلي إلى العصر الحاضر.
** فضلاً عن ذلك فهو منافح عن الضاد يرد على من أراد النقص من قدرها وهو عضو بمجامع لغوية عديدة وهو حين يتكلم مع الآخرين يتكلم بلسان عربي مبين
** فيقول عن الضاد:
ما عزّ قوم فرطوا بلسانهم
تا الله عن نهج الهداية قد عُمُوا
لغتي إذا لم أحمها وأُجلُها
فأنا المفرطُ والسفيه المعدمُ
وهناك مفارقة عجيبة بادي الرأي وهي أنه بمقدار اهتمامه بالعربية وعلومها وبلغته الفصيحة بكل عطاءاته شعراً ونثراً.
ورغم أنه مهتم بالشعر النبطي ويدافع عنه فقد ألف كتاباً في حياته وقد يتساءل المرء كيف يجمع بين النقيضين؟
وهو قد أوضح ذلك بكثير من كتبه ومقالاته وحين سألته ببرنامج «رحلة الكلمة» التلفزيوني فأجاب إجابة مفصلة كشف أن اهتمامه بالنبطي بوصفه دوَن أحداثاً مهمة بتاريخنا المعاصر، ومن ضفة أخرى فهو يرى أنه شعر السمر والحداة وجلسات الصحراء والفنون الشعبية كالسامري والعرضة.
وهو يؤكد أن النبطي لا يختلف عن الفصيح إلا بالإعراب ويضرب مثلاً على ذلك من شعر الشاعر «الخلاوي» وهو يقول:
نعد الليالي والليالي تعدنا
والشيخ يقرأه عربياً فصيحاً ونبطاً
** شاعراً: هو أحد الشعراء الكبار بجزالته ولغته الراقية
** وهذا أنموذج من شعره القوي بلسان عربي مبين
*قصيدة جبل طويق الشامخ الممتد بالجزيرة العربية من الربع الخالي جنوباً إلى الزلفي بنجد شمالاً:
يا جاثماً بالكبرياءِ تسربلاً
هلا ابتغيتَ مدى الزمانِ تحولا
شابَ الغرابُ وأنتَ جلْدٌ يافعٌ
ما ضعضعتْ منك الحوادثُ كاهلا
ترنو إلى الأجيالِ حولك لا تني
تترى على مرِّ العصورِ تداولا
مثل الضيوفِ المعتفينَ فقادمٌ
ألقى بكلْكَلهِ وذاك تحملا
تنتابُهم سودُ الخطوبِ عواتيا
وتمرُّ أحقابُ السنين جوافِلا
وأراكَ معتدِلَ المناكبِ سامقاً
تبدو بك الشُمُّ الرِعانُ مواثلا
**وإذا كان هذا أنموذجاً من شعره بلغته ومفرداته القوي
** وهو بشعره الوجداني يأتي شعره رقيقاً كجدول ماء وحقل ورد وبصور مبتكرة جديدة
وهذا أنموذج مما ورد بقصيدة غزلية لطيفة:
** إن يكن فاتني شرخ الشباب فإنني
بقريضي أدركت كل مرادي
أسحر الغادة اللعوب بفني
ثم يأتي الجمال طوع قيادي
** وأخرى ودعوني أطري مسامعكم بغرض شعري طريف بدأه الشاعران عبدالله بن خميس وغازي القصيبي
وقد أسميته الشعر الكهربائي وكانت بداية قصة هذا الشعر حين تأخر وصول الكهرباء إلى مزرعة الشيخ ابن خميس فأرسل قصيدة عتاب لطيف لمعالي د. غازي القصيبي الشاعر ووزير الكهرباء والصناعة وقتها
وهذه أبيات من القصيدتين
قصيدة ابن خميس
على الذبالة والفانوس والجازي
عيشي ظلامك حتى يأذن الغازي وسّعته الصبر مهمازاً فأوسعني
صداً فحطّم هذا الصد مهمازي
فرت جيوش الدياجي من مكامنها
من دار همدان حتى دار عناز
إذا سألت وزير الكهرباء بها
من أنجز النور فيها؟ قال إنجازي
وإن سألت لماذا ظل في غلس
وادي ابن عمار هز الرأس كالهازي
أظل فيه بلا نور يؤانسني
وفي حنادسه عطلت تلفازي
ولي قرينان لا أنفك دونهما
أصاحب الليل كشافي وعكازي
هذا يضيء لخطوي منتهى قدمي
وذا يُنفّر عني كل وخّاز
**ورد الوزير الشاعر غازي بقصيدة كهربائية منها:
أوعزت للقوم حتى كَلَّ إيعازي
وقلت لا تتركوا صحبي على القازي
وقلت هذا خميس الشعر جاءكم
يحدو الشوارد لم تَهمز بمهماز
أعطاكم من حسان الشعر فاتنة
مجلوة بين إبداع وإعجاز
وما هجاكم وحلو الطبع شيمتُه
ولو هجاكم لذقتم سطوةَ الهازي
أيَ الوساطات بين الناس نافذة
إن الوساطة أفعى ذات إنجاز
فوسَط الشعر لم يشفع له أحد
سوى القوافي وإكباري وإعزازي
وقد توالت مثل هذه القصائد عن الكهرباء
**مؤلفاته
• الأدب الشعبي في جزيرة العرب (الرياض، مطابع الفرزدق، عام 1378هـ.).
• المجاز بين اليمامة والحجاز. (صدر عن دار تهامة في الحلقة رقم 46 من سلسلة الكتاب العربي السعودي 1402هـ/1981م في جزء واحد).
• معجم اليمامة (صدر ضمن سلسلة (المعجم الجغرافي للمملكة العربية السعودية).
• راشد الخلاوي (حياته، شعره، حكمه، فلسفته، نوادره، حسابه الفلكي، الرياض، دار اليمامة، عام 1392هـ)
• رُبى اليمامة (ديوان شعري).
• الدرعية (مطابع الفرزدق التجارية، عام 1402هـ).
• الشوارد. دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، عام 1364هـ.
• على ربا اليمامة: أصداء من الجزيرة العربية، ديوانان في مجلد واحد، مطابع الفرزدق التجارية، عام 1397هـ.
• من أحاديث السمر، قصص واقعية من قلب الجزيرة العربية، مطابع حنيفة في الرياض عام 1398هـ.
• من جهاد قلم: في النقد، مطابع الفرزدق التجارية عام 1402هـ
• أهازيج الحرب، أو شعر العرضة، مطابع الفرزدق التجارية عام 1402هـ.
• نتائج حرب حزيران، مطابع الجزيرة، الرياض.
• بلادنا والزيت، عن النادي الأدبي الرياض، عام 1399هـ.
• شهر في دمشق، عن مطابع الرياض، 1375هـ/1955م.
**ختام
**وبعد وإن كنت عبرت عمَّا دار في خلدي
فما رميت ولكن الإله رمى
** **
- عضو مجلس الشورى رئيس اللجنة الثقافية والإعلامية السابق