«الجزيرة» - محمد العيدروس:
أكد السفير الألماني لدى المملكة السيد/ديتر لاميه أن المملكة تشكِّل الثقل السياسي والاقتصادي الأهم في العالم الإسلامي والشرق الأوسط، ولا يمكن أي نقاش أو مباحثات دون الاستعانة بها.
وثمن السفير لاميه زيارة المستشار الاتحادي الألماني اولاف شولتس إلى المملكة مؤخراً واعتبرها ناجحة وتشكل مرحلة جديدة من العلاقات التاريخية والأزلية بين البلدين الصديقين.
وقال: إن المباحثات التي أجراها المستشار الألماني مع سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تطرقت إلى سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ودعم العلاقات وفرص تطويرها وفق الرؤية السعودية 2030 ومجالات الشراكة، إلى جانب بحث المستجدات والأوضاع الدولية والمسائل ذات الاهتمام المشترك.
وأكد السفير الألماني في تصريحات صحفية على هامش الاحتفال باليوم الوطني لبلاده «برأيي أن هناك درسين للمستقبل يمكن تعلمهما من الوحدة الألمانية. أولاً، عدم التوقف عن الإيمان بالمستحيل في هذه الأوقات من الاضطرابات والأزمات العالمية والصعوبات الاقتصادية والشخصية؛ فالنظرة المتفائلة الآن مهمة أكثر من أي وقت مضى والدرس الثاني الذي أثر في حياتي المهنية كلها هو أن توحيد ألمانيا لم يكن ممكناً بدون الدعم القوي من حلفائنا. جهودهم ودعمهم للتغلب على الانقسام في ألمانيا بمثابة شهادة على ما يمكن أن تحققه الدبلوماسية والثقة المتبادلة والتعاون الدولي»
وشدد السفير ديتر لاميه على أن بلاده والمملكة تتشاركان نفس الرؤية إزاء جميع القضايا الدولية وتتفقان بشأنها، منوهاً في هذا الصدد بالجهود الإنسانية التي تقوم بها المملكة في اليمن. وقال: إن الحوار القائم بين البلدين لعب دوراً في تقريب وجهات النظر والرؤى تجاه العديد من القضايا الثنائية وذات الاهتمام المشترك، حيث تشهد العلاقات الثنائية تطورات ملموسة، أكده التواصل المستمر واللقاءات بين قيادتي ومسؤولي البلدين، والتي كان أبرزها لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مع دولة المستشارة الألمانية السابقة/ أنجيلا ميركل على هامش مؤتمر القمة العربية الألمانية بشرم الشيخ في فبراير 2019م. كما أسهمت اللقاءات على المستوى الوزاري في تعزيز العلاقات الثنائية.
وأكد السفير الألماني في هذا الصدد على أن البلدين الصديقين حريصان على تطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، وتعزيز فرص التعاون المشترك بينهما بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويدعم جهود المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 وبرامجها التنفيذية، وتتشاور قيادتا البلدين حيال العديد من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، في مقدمتها تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. والبلدان عضوان بارزان في الأمم المتحدة يدعمان جهود تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع جميع دول العالم المحبة للسلام والعمل من أجل إقرار الحوار والتشاور وتأمين العدالة والازدهار لجميع الشعوب وضمان التفاهم والتعاون والصداقة بين جميع الأمم وإيجاد عالم يسوده الوئام، مشيراً إلى أن البلدان يدعمان رئاسة إندونيسيا لمجموعة العشرين لهذا العام 2022م، تحت شعار «نتعافى معاً، نتعافى بشكلٍ أقوى»، ويأتي تعاون البلدين كعضوين في المجموعة لإنجاح برنامج الرئاسة الإندونيسية لهذا العام. وحول العلاقات الاقتصادية أكد السفير الألماني أن المملكة ثاني أهم شريك تجاري لألمانيا في العالم العربي بعد الإمارات العربية المتحدة، كما أن ألمانيا هي رابع أكبر مورد للمملكة، وتحتل المملكة المرتبة الثامنة والثلاثين من حيث أهميتها كشريك تجاري لألمانيا في عام 2021م.