نجلاء العتيبي
يباري ابنته في مضمار المشي..
بوجه مبتسم للجميع يمارس هوايته مع قطعة فؤاده بنشاط..
هل عمره سبعون؟ ثمانون؟
ربما تنقص أو تزيد قليلًا..
لم يتوقّف به الزمن عند سنّ معين..
ولم يجلس في بيته متكدرًا حزينًا على الأطلال متوجعًا على ما مضى وفات..
متلمسًا للمرض والأوجاع..
أو راكنًا إلى زاوية قيد التقاعد واليأس والانعزال..
وسماع جملة التشاؤم الشهيرة! التي تدفن الناس وهم أحياء:
«المتقاعد عبارة عن كلمة من مقطعين: مُتْ قاعد».
التقاعد عن العمل ليس نهاية الدنيا..
تنتهي مع انتهاء الرغبة فيها والتوقف عن الاستمتاع بها..
قد يشكّل التقاعد أزمة نفسية للبعض؛ إلّا أنّ آخرين وجدوه فرصة بداية مرحلة جديدة..
مدركين أن دورهم لم ينتهِ من الحياة، ولا هم على مشارف القبر ينتظرون!!
انتقال من كمال إلى اكتمال آخر..
هم نهر لا ينضب من التجارب..
وخبرات السنوات الطويلة من التراكمات المعرفية العظيمة ينهل منه الراكض بعدهم على خط الزمن..
ولعلّ التقاعد تفرُّغ إلى عمل محبّب من الرغبات المدثورة بسبب ضيق الوقت سابقًا..
فسحة إلى الأمل والانطلاقات لآفاق أكثر اتساعًا من جديد، رحلة من التواصل مع النفس.
«إن العمر لا يُقاس بطول السنين، بل بعرض الأحداث».
علي الطنطاوي -رحمه الله-.
لا يعتمد العمر على عدد السنوات التي نحياها، بل على عمرنا الفسيولوجي وما نشعر به..
أكبر خطأ يقترفه الإنسان في حق نفسه أن يتوقف عن العطاء بسبب حدودٍ وضعها محيطه ومجتمعه..
ليس للإنسان تاريخ صلاحية ولا عمر افتراضي، ولا يحق لأحد أن يضع ملصقات الانتهاء حسب تقييمه الشخصي..
خلقنا الله لإعمار الأرض، ولكل مرحلة من حياتنا هدف ومعنى، ولنأخذ من كل مرحلة بهاءها وجمالها، ولننعم بكل لحظاتنا.
نقطة ضوء
إذا تعلمنا الاستمتاع بالحياة؛ فقد حان الوقت الآن، وليس غدًا أو العام المقبل... اليوم يجب أن يكون دائمًا يومنا الرائع. (توماس دريير)