إبراهيم بن سعد الماجد
بدعوة من مركز سمو الفكر للإرشاد الأسري قمت بزيارتهم على هامش احتفالهم باليوم الوطني 92. وذلك في مركزهم بمدينة الرياض.
كانت هذه الزيارة هي الأولى بالنسبة لي لمركز متخصص في الإرشاد، فتعرفت على ما يقدمون من استشارات أسرية هي في غاية الأهمية، سواء للكبار أو الصغار، ومما لفت نظري عنايتهم بالفن التشكيلي كنوع من أنواع العلاج النفسي ذي الأثر الكبير! مما يتيح للإنسان فرصة تفريغ طاقاته السلبية مع الفرشاة، والتي تُترجم كحالة نفسية معينة، هكذا فهمت.
هذه الزيارة فتحت شهيتي للحديث عن شأن اجتماعي يواجه الكثير من الغموض المتعمد، نتيجة ثقافة مجتمعية خاطئة، ترى أن زيارة مراكز الإرشاد، وكذلك عيادات الصحة النفسية، من الأمور التي يجب أن نتجنبها، لأنها قد تشير إلى أن هذا الزائر إنسان غير سوي.
مراكز الإرشاد الأسري هي في الحقيقة من الأهمية بمكان، حيث يمكن من خلالهم درء الكثير من المشكلات التي ربما تفضي إلى ما هو أكبر وأخطر في حياة الفرد الأسرية، مما يؤثر سلباً في الأسرة ككل.
لك أن تتخيل مشكلة بسيطة نتيجة لظرف أسري معين، ممكن أن تفضي لدمار هذا الإنسان وبقائه طوال سني عمره رهين هذه المشكلة البسيطة التي لو كان بادر بزيارة مركز إرشاد أسري لكانت شيئا من الماضي!
قبل سنوات دخلي عليّ في مكتبي صديق انقطع عني فترة من الزمن فإذا هو يبدو مضطرباً، فأخذت اسأله عن أسرته.. والديه.. زوجته.. أولاده.. وضعه المادي، فإذا هو لا يعاني من أي مشكلة! وإنما هو تفكير في مستقبل يرى أن عليه العمل لتحقيق نتائج أفضل. فقلت له: هذا من كفر النعمة، فهل تعلم أن هناك الكثير الكثير ممن يتمنى ولو جزءا يسيرا مما عندك؟
بعد خروجه من عندي بعث لي برسالة تحمل عبارات الشكر، مؤكدًا أنه دخل عليّ وهو في وضع وخرج وهو في وضع مختلف تمامًا، وكأنه للتو يكتشف النعم التي هو فيها.
أردت من أراد هذه القصة للصديق التأكيد على أهمية مراكز الإرشاد الأسري لما لها من أثر إيجابي في استقرار حياتنا الأسرية بكافة أطيافها، وهذا ليس ترفًا اجتماعياً، بل هو من ضروريات الحياة.
شكراً لمركز سمو الفكر على دعوتهم التي فتحت لي باب الحديث عن هذا الموضوع الذي هو في غاية الأهمية.