علي الخزيم
مع كل احتفالية سعودية بمناسباتنا المتعددة؛ وبكل حدث وفعالية وطنية يُثبت شباب المملكة المُخلِصون أنَّهم جنود التقنية الأشاوس الأوفياء لدينهم وقيادتهم ووطنهم، ويَزِيد إعجاب المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي من المواطنين وغيرهم بمثابرة الشباب السعودي من الجنسين للتصدي للأبواق المُغرضة التي تحاول النيل من سمعة (مملكة العزم والحزم والإنسانية) فيقفون لهم بالمرصاد؛ ويُقفلون عليهم منافذ التَّجني ومزاعم رصد الوقائع وأباطيل الكذب والبهتان للتقليل من شأن المملكة وكل إنجاز يتحقق لشعبها الوفي، وباعِث المُغرضِين هو الانقياد لأجندات مشبوهة تروّج لأفكار وأكاذيب طائفية زائفة، وبينهم مرتزقة تمولهم مثل تلك الجهات في محاولات بائسة يائسة للتشويش على أفكار وأذهان شبابنا لصرفهم عن إنجازات الوطن وما يتحقق لهم من مقومات حضارية متسارعة بفضل الله ثم القيادة المخلصة الرشيدة.
القلوب والأنفس الحاقدة ترى بعين الزيغ وعدم الرضا عن كل ما يُعد جيداً ومشروعاً وطبيعياً بنظر العقلاء المُنصفين، وكمثال: فإن العيون المُرمِّدة عمداً وتقصُّداً لا تنظر بذات النظرة وبالحكم نفسه على فعاليات احتفالية وبرامج ترفيهية بمواقع أخرى ببلاد عربية وإسلامية، وقد يكون بها ما يلزم -حسب فكرهم- انتقاده، غير أن العين تنظر لها هناك بنظرة الرضا والإعجاب بما يؤكد نفاق القلوب وتزلُّف الألسن، وتلون المشاعر التي تختلف مقاييسها بحسب الأهواء والتبعية، وغالباً بحسب مردود العطاء، فقد دأبت تلك الجهات المشبوهة على استغلال صور ومقاطع مصورة من بعض المناسبات والاحتفالات الوطنية والترفيهية قد تتضمن تجاوزات عدد محدود من المراهقين والشباب لحدود اللباقة وحسن التعامل مع الغير نظراً لاندماجهم المُبالغ به في الاحتفالية؛ ثم يتم تضخيم هذا الموقف وإبرازه وكأنه خلل أخلاقي وديني ترتكبه المملكة وشعبها بصورة جماعية، وكأنهم يريدون أن يثبتوا لمن لا يعرفون نهج المملكة وأهلها الكرام أنهم ينحرفون نحو ما لا يليق شرعاً وعُرفاً، لأنهم يعرفون أن من يتلقون مزاعمهم لا يعلمون أن عناصر غير سعودية (يقيمون بيننا كأشقاء وضيوف) مأجورين لأجندات وفئات وأحزاب مناوئة للمملكة ولا تريد لها الخير؛ يندسون بين الجمهور لافتعال مواقف وتصرفات ممنوعة عندنا تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا أو مَنهِي عنها شرعاً، والهدف اختلاق أسباب للنيل من سمعة المملكة وقيادتها وشعبها، والتقليل من شأن أي تقدم تحققه المملكة بأي مجال حضاري، قلت: بأنه لا تصح تبرئة بعض فتياننا من شيء من التجاوزات؛ غير أنها لا تنحو لهذا المنحى المخطط له.
اللافت أن من أولئك مَن كان يُعاير المملكة بأنها تفتقد هذه المظاهر الحضارية وأنها عاجزة عن تحقيقها لتخلفها عن مجتمعات مماثلة لها، وحين يتحقق أي مُنجَز يسارعون لنقده وانتقاصه وتشويهه كذباً وبهتاناً، بما يشير إلى النوايا المُبيتة والخطط المُرتَّبة بغرف الحقد والكراهية؛ والغيرة الحارقة والحسد اللاهي بنفوسهم تجاه بلادنا حماها الله سبحانه من شرورهم، ويلزم التنويه إلى أن أي تَجمّع احتفالي الشباب أغلبيته قد تحدث خلاله بعض المخالفات غير النظامية أو المشادات بين المراهقين، وهي تحدث بينهم حتى بالمدرسة أحياناً؛ فهل يُصنَّف هذا بأنه خلل اجتماعي وفساد أخلاقي عام يَعتري المجتمع؟!