..أثَّر في نفسي منظر لمجموعة من الشباب السعوديين وهم يتجولون في أحد أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.
..هؤلاء الشباب كانوا يرتدون لبساً غير لائق من فوق الركبة وفاتحين صدورهم، وعندما رأوا شباب هذه الدولة في السوق وهم مرسمين بلبس آبائهم وأجدادهم، وبكامل لبسهم الوطني أخذوا يتغامزون وينتقدون أنفسهم، وكأني بهم يقولون ليش نلبس هذا اللبس.
..شيء جيد أن يراجع الواحد نفسه ويقيِّم سلوكه، وهذا ليس بعيب، العيب أن يخرج الواحد عن عاداته وتقاليده داخل بلده أو في البلدان المحيطة بنا مثل دول المجلس.
..لذلك يجب أن نلتزم بلبس يليق بنا كسعوديين، لأن لنا تاريخ ولنا قيم ولنا لبس مميز يجب أن لا نحيد عنه، هناك خلل في تغيير نمط عاداتنا وتقاليدنا، سواء عند الرجال أو النساء، حتى الرجل في بيته لم يعد يتحكم في سلوك أبنائه.
..عندما ندخل الأسواق والأماكن العامة نجد أن الوضع اختلف.. والوضع مزرٍ ومقرف عندما نجد ترك لباسنا الرسمي الوطني ونتحول إلى لبس البنطالونات المقطعة والمخرمة والشورتات والقمصان الضيقة التي هي في الأساس ليست لنا ولا لأبنائنا.
..إن الأسرة عليها مسؤولية في تربية أبنائها على تقاليدنا وعلى الشيء الذي لا يخل بقيمنا، هذا هو الواجب، لبس الثوب والغترة والعقال شيء نفتخر به خاصة داخل بلدنا في الأسواق وأماكن العمل وفي سفرنا، هذا هو الواجب وهذا هو السلوك الصحيح، هناك دول في مجلس التعاون الخليجي لا تسمح بدخول مواطنيها في الفنادق أو المتنزهات إلا بزيها الرسمي، وهذا شيء جميل أن نحافظ على تقاليدنا وعاداتنا وأن لا نترك لبسنا الأصلي.
..هناك تعليمات وضوابط أصدرتها الدولة تتعلق بالذوق العام ومنها اللبس في الأماكن العامة أو الدخول إلى المقار الحكومية، وهذه الإجراءات هي للحفاظ على تقاليدنا وأعرافنا في بلد الإيمان.
..شيء جميل أن يكون لدينا مثل هذه الإجراءات حتى نعلِّم أجيالنا معنى الحشمة والستر ونتربى على هذه العادات، ولكن أن نتساهل داخل بيوتنا فهذا خطأ يجب أن نتداركه وأن نصلح ونتلاحق ما فقدناه.
الدولة التي علَّمت أبناءها وبناتها الحفاظ على لبسهم والستر تربي فيهم هذا الشعور، وتزرعه فيهم وهم ملتزمون به حتى أنني وجدت أحد شباب هذه الدولة يفك كفر سيارته وهو لابس لبسه الرسمي العقال والغترة وعاصب الرأس، فشدني منظر ذلك الشاب وجنَّبتُ ونزلت من باب مساعدته واحترامًا له على أن حافظ على عادته وحافظ على لبسه.
..يا إخوان الموضوع مقلق عندما نرى الشباب وحتى بعض كبار السن وهم بلبس ليس لنا فإنه ينتابك الشعور بالخجل.
..إن نظام الذوق العام يجب أن يتدخل وبقوة للحفاظ على عادتنا وتقاليدنا وأن نصحح الميوعة وأن نطبق الغرامات والجزاء الرادع على من يتسكعون في الأسواق والأماكن العامة أو المتنزهات بلبس غير لائق، وأن نحمي شبابنا من لبس ليس لبسهم خاصة في أوطاننا. إن هذه البلاد هي القدوة الحسنة للشعوب وعلينا أن نعمل على محاربة كل ما يخالف عاداتنا وتقاليدنا وأن نربي أبناءنا تربية إسلامية حتى يصبحوا رجالاً يسهمون في بناء الوطن.