عبدالعزيز بن سعود المتعب
لا أبالغ إن قلت إن البعض مصاب بداء المزايدة، وتحديداً في تطرقه للشعر، فهو يُحَكِّم رأيه الانطباعي بعيداً عن المنظور النقدي، وينطلق من هذه المحطة الواهية في مفهومه ليزايد على شاعرية شخص متمكن من موهبته - ليكيل بمكيالين - انتصارًا لوجهة نظره حيال شخص غير مبهر في شعره، ولا يكاد يتجاوز سقف نمطية لا تعني شيئاً لرفيعي الذائقة، ومع هذا يحاول هذا المغالط وعشاق الجدل من أمثاله في وسائل التواصل الاجتماعي تحديداً توظيف المفردات الفضفاضة كذريعة واهية لغيرتهم على الشعر.! لأسباب لا تعني أحداً يهمه معايير جودة القصيدة للحكم لها أو عليها - ولا يصح إلاّ الصحيح- ولن يصل للجميع إلا الشاعر الحقيقي، أما شعر من سواه فسيتبخر تحت شمس الحقيقة مع جليد وضوضاء جدل عقيم ليس له قيمة تذكر.
رد خاص
الأخ فهد القحطاني- الخرج: نعم البيت الذي تسأل عنه وعن قصته من قصائدي القديمة وسبق نشره وهو:
ماجيت في بيتك أدوّر دراهمك
جيتك بمنصب وأحسبك شخص قدّه
القصيدة عمرها أكثر من عشرين عاماً وفحوى قصتها أنني سعيت لشخص يتيم في عمل له الأحقية فيه بموجب شهادته وأسباب قبوله التي تنص عليها شروط الوظيفة آنذاك، وكان المسؤول زميل دراسة سابقاً، إلاّ أن من توسمت فيه العدل والإنصاف وقبل هذا -طلب الأجر في الآخرة والعلم الغانم في الدنيا- خذل توقعي في قبول من توسطت لديه لعمل الشخص الذي شاءت الأقدار أن ينصفه الله ويكون في مكانةٍ تفوق مَن رفض قبوله والذي حاول بعد تقاعده أن يتواصل معي معتذراً، إلا أنني رفضت قبول عذره للأبد آنذاك والقصيدة طويلة أتذكر منها:
ماجيت في بيتك أدوّر دراهمك
جيتك بمنصب وأحسبك شخص قدّه
تلوق ناس وناس تبدي تجهّمك
مثلك يحسب الكرسي ورثٍ لجدّه
من عقب زرفالك ومايق تدرهمك
يا مصعّرٍ للناس بالكبر خدّه
(عقب التقاعد) جيت تبدي تفاهمك
ترسل مناديبك لنا كل مدّه
إن كان وجهك ما اقطعك كيف أفهّمك
ما عاد لي كفٍ يصافحك أمدّه