سلمان بن محمد العُمري
هي مفردة عامية وتطلق على جمع لزقة، ويعبر بها عن الأشخاص الذين يكونون ثقلاء على الآخرين، ولا يمكن التخلص منهم بسهولة، وأقرب المفردات لها لصقة ولاصق وجمعها ملصقات.
وحين ظهرت وسائط التواصل الاجتماعي كثر "اللزقات"، كما كثرت "الملصقات" وتجد البعض ممن التقط رقم هاتفك يوماً ما يبعث لك ما يرده من الرسائل المملة يوميًا بغثها وسمينها قصًا ولصقًا وبلا تمييز وبلا مراعاة أحيانًا لوقت الإرسال ولا مناسبة المادة المرسلة.
والبعض لا يتوقف "لزقته" و"لصقته" على الرسائل الخاصة بل تفاجأ أحيانًا بأنه حشرك مع عشرات أو مئات في مجموعة "واتسبية" دونما مشاورة لأصحاب الهواتف، ودونما وجود رابط وتجانس مع من تم جمعهم، وحتى لو افترضنا التناسب العمري والفكري فأدبًا كان من الأولى إشعار الناس قبل ضمهم لأي مجموعة.
ومن الطرائف ما قام به أحد الأشخاص بعلاج ظاهرة سلبية من خلال الداء نفسه، وكما قيل "وَدَاوِنِي بِالتِي كَانَتْ هِيَ الدَّاءُ"، فقد تضرر هذا الرجل من وجود الملصقات الإعلانية على منزله بدءًا من إعلانات النقل والفك والتركيب والنظافة وتنظيف المكيفات وصيانتها، وشراء الأثاث المستعمل، ونقل المياه وبيعها، والبقالات والتموينات، والمزارعين المتجولين وغيرهم، وحتى بائعات المعمول بشكل مزعج وبلا استئذان وتشويه لباب المنزل فما كان منه إلا أن يجمع جميع أصحاب هذه الإعلانات في مجموعة للتواصل ويضع أرقامهم ويوجههم برسالة جماعية وتحذيرية بأن عليهم أن يحذفوا الملصقات ويخلعوها بأنفسهم من باب منزله بعد أن صور مقطعًا لهذه الملصقات التي شوهت مدخل منزله، ولم يكتف بهذا فقط بل نشر هذا المقطع في عدد من وسائط التواصل، وأراد التخلص من إزعاج هؤلاء وتشويههم البصري لمنزله ولغيره من المواقع بفضحهم على الملأ.
ومن يضعون الملصقات على المنازل وفي المرافق العامة وفي كل موقع أشبه بهؤلاء "اللزقات" الذين يؤذون الناس بكثرة رسائلهم أو بوضع مجموعات عامة دونما استئذان ممن يتم ضمهم، ولقد أحسن هذا الرجل في معالجة مشكلة "اللواصق" الإعلانية بجمع المعلنين الفوضويين في مجموعة واحدة، وقدم العلاج من الداء نفسه، وهذه المشكلة أشبه ما تكون بالتطفل والطفيلي الذي يغشى الولائم والأعراس والمجالس ونحوها من غير أن يدعى إليها.