د.عبدالعزيز الجار الله
أوراق الشرق الأوسط تكشفت بعد بدء حرب روسيا وأوكرانيا فبراير 2022، واليوم ونحن في أواخر سبتمبر 2122م سقطت آخر أوراق إيران التي كان العالم يعتقد أنها دولة قوية في نظامها الداخلي وأقاليمها متماسكة، وأنها تحتل أربع عواصم عربية: لبنان وسوريا والعراق واليمن. نجدها تعيش في أسوأ أوضاعها في الداخل: قلاقل واضطرابات وتمرد تفكك ما بين الجيش، وبين الحرس الثوري، وبوادر تمرد وانفصال الأقاليم.
فقد عاشت إيران على العديد من الكذبات والخداع:
- قالت إنها تحمي المعارضة العراقية الشعبية، وحزب الدعوة والشيعة من بطش صدام حسين في العراق، ثم تبيَّن أن ما عجزت عن تحقيقه في الحرب مع العراق، حققته في الهيمنة على القرار السياسي والاستحواذ على مقدرات العراق بعد الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2006م.
- قالت إن تخزين الأسلحة في جنوب لبنان من أجل مقاومة الجيش الإسرائيلي، وانتهى أمر حزب الله بالسلاح الإيراني إلى السيطرة على لبنان، وفصل لبنان عن العروبة وجعله سوقًا للسلاح والمخدرات، وقتل الشعب السوري، وتحت غطاء دعم النظام السوري حولت سوريا إلى ممر للسلاح والمخدرات ومصانع للطائرات المسيرة، وأيضًا مصانع للمخدرات وتصديرها لدول الخليج العربي.
- قالت إيران إنها تقف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح لضمان الوحدة اليمنية، وهي تخزن الأسلحة في صعدا الحوثية، حتى احتل الحوثي صنعاء ووجه سلاحه نحو حدنا الجنوبي، وأصبحت اليمن المستودع الكبير لتصنيع وتخزين السلاح، ومعسكرًا لتدريب الميليشيات، إضافة إلى تحولها إلى المهدد الأكبر لتجارة الملاحة في البحر الأحمر والخليج العربي.
منذ ثورة الملالي عام 1979م وإيران تعمل على تخريب المنطقة العربية وتركز على الخليج العربي باعتبار شاطئ الخليج العربي الغربي بالنسبة لها هو امتداد طبيعي لحدودها الغربية، لذا لا تكف عن التخريب وإحداث القلاقل عبر أذرعها الميليشيات. لكن مع انتفاضة الداخل وتحرك الشعب الإيراني ضد حكومته ستجعلها تنكفي على نفسها في الداخل، وتوقف تصدير ثورتها إلى الخارج، وكذلك عدم التدخل في شؤون دول الجوار.
فالغرب الذي صنع من شاه إيران الجندي القوي في الخليج العربي، ثم أطلق أيدي إيران بالمنطقة العربية بعد ثورة الملالي بالدفع في المذهبية، نجده اليوم بعد حرب أوروبا، روسيا ضد أوكرانيا، يطلب من إيران احترام حقوق الإنسان، وحرية حق تعبير المرأة الإيرانية!!.