سَيِّدِي وَالِدِي الشَّيخَ عَبْدَ اللهِ بِنَ غَانِمٍ السِّمَاعِيلِعَامٌ مَضَى مِنْ يَومِ أَنْ فَاضَتْ رُوحُهُ الطَّاهِرُةُ إلَى بَارِيهَا!ضحى الثلاثاء 14 / 2 / 1443هـ رَحِمَهُ اللهُ، وَرَحِمَ حَبِبَتِي أُمِّي نُورَةَ؛ وَوَالِدِيهِمَا، والمُسْلِمِين، عَامٌ ولَكَنَّهً لَيْسَ كَأَيِّ عَامٍ! وَمِنْ وَحْيِهِ كَانتْ أبياتُ هذهِ القصيدةِ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ
الشَّوقُ بَاقٍ والشُّهُورُ تَصَرَّمُ
وَفِراقُكمْ أبتي يزيدُ ويَعْظُمُ
عَامٌ مَضَى والحُزنُ بَاقٍ يَا أَبِي
يَا سَيِّدي يَا خَافِقِي يَا مَعْلَمُ
عَامٌ مَضَى واللهُ يَجْبُرُ كَسْرَنَا
قَدْ مَرَّ فِي ذَا العَامِ مَا لَا يُكْتَمُ
عَامٌ مَضَى أَبَتَاهُ... خَطْبٌ مُوجِعٌ
مَا زَالَ يَغْلِي فِي الفُؤَادِ وَيُضْرِمُ
عَامٌ مَضَى أَحْدَاثُهُ يَا وَالِدِي
رُغْمَ التفاؤلِ... حُلْوُهَا ذَا عَلْقَمُ
عَامٌ مَضَى والله يَعْلَمُ حَالَتِي
لِيَ بَسْمَةٌ مِنْ دَمْعَةٍ لَا تَسْلَمُ
عَامٌ مَضَى مَا كُنتُ أَعْلَمُ قَبْلَهُ
أَنَّ الَّلذائذَ دُونَكُمْ لَا تُطْعَمُ
عَامٌ مَضَى أَبَتَاهُ أُبْصِرُ طَيْفَكُمْ
فِي الَّليلِ..فِي الإصْبَاحِ.. إِذْ أَتَرنَّمُ
إِنِّي أَرَاكُمْ يَا أَبِي فِي غَفْوَتِي
فَأَظَلُّ أَرْقُصُ فِي المَنَامِ وَأَحْلُمُ
إِنِّي أَرَاكُمْ إِذْ أُهِلُّ بِعُمْرَةٍ
بِكِمُ رِوَائِي مِثْلَمَا هُوَ زَمْزَمُ
عَامٌ مَضَى وَالفَقْدُ جِدًّا مُؤْلِمٌ
القَلْبُ يَحْزَنُ والدُّمُوعُ تُتَرْجِمُ
إِنِّي وإِنْ أَلْقَى الجَمِيعَ بِبَسْمَةٍ
فَالثَّغْرُ مِنِّي دُونَ قَلْبِي يَبْسُمُ
أَبَتِي وَإِنْ أَضْنَى الزَّمَانَ رَحِيلُكُمْ
فَلأَنْتُمُ فِينَا حَبِيبِي المَبْسَمُ
أَبَتِي لَقَدْ مَرَّتْ عَلَى مَحْبُوبِكُمْ
مِنْ بَعْدِكُمْ لَأْوَاءُ فِيهَا المَقْصَمُ
أَبَتِي لَقَدْ جَارَ العِدَا وَتَنَوَّعُوا
وَفَقَدْتُ مِنْكَ النُّصْحَ إِذْ تَتَكَلَّمُ
أَبَتِي وَرَبُّ البَيتِ يَعْلَمُ حَاجَتِي
لِحَدِيثِكُمْ أَبَتِي بِحُبٍّ يُفْعَمُ
أَبَتِي لَكَمْ طَالَ المَسَاءُ بِهَمِّهِ
مِنْ هَولِ مَا مِنْ هَوْلِهِ أنَا أَبْكَمُ
فِي مِثْلِهِ قَدْ كُنتُ أَرْقُبُ فَجْرَنَا
أَغْدُو إِليكَ وَرَأْيَكُمْ أَسْتَلْهِمُ
وَظَلَلْتُ بَعْدَكَ يَا أَبِي فِي وَحْشَةٍ
فَالأَقْرَبُونَ سِهَامُهُمْ لَا تَرْحَمُ
وَلَقَدْ تَنَوَّعَتِ المَصَائبُ بَعْدَكُمْ
مِنْ غَيْرِكُمْ فِي حَمْلِهَا لَا أُحْكِمُ
أَبَتِي وَإِنْ كُنتُ الفَصِيحَ بِقُرْبِكُمْ
بِفِرَاقِكُمْ أَبَتِي حَبِيبُكَ أَعْجَمُ
أَبَتِي وَإنْ كَانَ التَّحَدُّثُ دَيْدَنِي
فَلَقَدْ أُرَى مِنْ بَعْدِكُمْ أَتَلَعْثَمُ
أَبَتِي وَعَامٌ فِي فِرَاقِكَ هَدَّنِي
قَدْ أَبْصَرُونِي شَارِدًا بِكَ مُغْرَمُ
قَسَمًا فِإِنِّي فِي لِقائكَ يَا أَبِي
أَنتُمْ وَأُمِّي وَالِهٌ وَمُتَيَّمُ
رَبَّاهُ فَارْحَمْ مَنْ فُؤادِي فِيهِمَا
أَمْسَى حَزِينًا فَارِغًا يَتَحَمْحَمُ
وَاجْعَلْ لِقَانَا فِي الجِنَانِ... نَعِيمُهَا
يُنْسِي مَعَ الَّلذَاتِ مَا نَتَأَلَّمُ
** **
أ. د. إبراهيمُ بنُ عَبدِ اللهِ بِنِ غَانِمٍ السِّمَاعِيلِ