أجرى فريق طبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، عملية جراحية دقيقة وناجحة، أنهت معاناة شاب «عشريني» عاني من نشوء كيس مائي «colloid cyst» بالدماغ، مسبباً أعراضاً متنوعة وحادة، نغصت حياة المريض.
وقال د. ناجي مسعود رئيس الفريق الطبي المعالج، إن الشاب راجع المستشفى مشتكياً من صداع حاد ودوخة، بالإضافة إلى نوبات استفراغ وعدم القدرة على التوازن والمشي. وأضاف د. مسعود أن المريض فور وصوله أجريت له حزمة من الفحوصات الدقيقة، ومن بينها الصور الإشعاعية، التي كشف وجود كيس كبير في منطقة عالية الحساسية، بالتحديد بين غرف الدماغ الجانية والغرفة الثالثة، مسبباً ضغطاً شديداً على مجاري السائل الدماغي، مما أدى إلى توسع حجرات الدماغ، وأنتج ضغطاً على عدة مراكز تحكم، أبرزها مراكز الحركة والأملاح والإحساس، إضافة إلى تأثيره على الأوردة والشرايين الدماغية، مشيراً إلى أن هذا الضغط الذي مارسه «الكيس» على كل هذه المركز الحساسة وأنسجة الدماغ تسبب في الأعراض الحادة التي عانى منها المريض، علماً بأنه كان قد أجرى في السابق عملية في أحد المستشفيات وتم فيها فتح الكيس وشفط السائل دون إزالته.
وتابع د. مسعود قائلاً: درس الفريق الطبي الحالة على ضوء نتائج الفحوصات الطبية، وانتهى إلى ضرورة التدخل الجراحي، وبعد اتخاذ الترتيبات اللازمة، أخضع المريض لعملية دقيقة تم فيها فتح الرأس، والدخول من خلال غرف الدماغ من جهة اليمين وتحديد مكان الكيس بدقة وموقع الشرايين والأوردة، ومن ثم سحب الكيس واستئصاله بالكامل مع الأوردة والشرايين التي تغذية، باستخدام المجهر «Pentero «، بطريقة سلسة حتى دون أن ينفتح الكيس نفسه، ومن ثم وضعت له قسطرة خارجية مؤقتة لتصريف السائل الدماغي، وحُوّل من غرفة العمليات إلى العناية المكثفة التي بقى فيها لمدة «5» أيام عادت خلالها حجرات الدماغ إلى طبيعتها، فتمت إزالة القسطرة المؤقتة، ونقل المريض لجناح التنويم الذي أمضى فيه «3» أيام تواصل فيها التحسن مع الرعاية الطبية الحثيثة، وغادر المستشفى مشياً على قدميه ودون أن يشتكي من أي من الأعراض التي كانت تنغص حياته قبل العملية، ولله الحمد.
ووصف د. مسعود العملية بالمعقدة بالنظر إلى كبر حجم الكيس وتأثيره بالضغط على عدد غير قليل من المراكز الحساسة وعلى حجرات الدماغ، مضيفاً أن تمرس الفريق الطبي والتجهيزات المتقدمة التي يحظى بها المستشفى، أسهما بشكل مباشر في نجاح العملية.