سعد العجيبان - الكويت:
يترقب الكويتيون اليوم الخميس 29 سبتمبر 2022 الانتخابات البرلمانية، حيث سيتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار 50 عضواً يمثلونهم في مجلس الأمة، لمواصلة مسيرة نيابية ممتدة منذ نحو 60 عاماً.
الكويت، وإن سبقت باقي دول منطقة الخليج في تبني نظام برلماني، تُشكّل به حالة فريدة من نوعها في محيط مجلس التعاون الخليجي، وتوصف بأنها «شبه ديمقراطية» بالمقاييس العالمية، إلا أنها شهدت أزمات متكررة بين مجلس الأمة والحكومة، عطّلت مشاريع تنموية واستثمارية كبرى كانت ستدر أرباحاً بمليارات الدولارات.
ومن تلك الأزمات، إفشاله لشراكة تاريخية في عام 2008 مع عملاق البتروكيماويات الأمريكي «داو كيميكال»، ما كبّد الكويت خسارة تقدر بـ2.5 مليار دولار، حيث تسبب ضغط المعارضة في مجلس الأمة في تراجع الحكومة عن توقيع الشراكة الضخمة والمقدرة بقيمة 8 مليارات دولار.. كونهم يرون في مصانع الشركة أنها خردة متهالكة -على حد وصفهم-.
ومن ذلك أيضاً، مشروع مدينة الحرير والمحدّدة ميزانيته 86 مليار دولار، ليشمل مجمّعات تجارية وفنادق ومطاعم وواحد من أطول الأبراج في المنطقة، باستثمارات تعود على الكويت بـ100 مليار دولار.
إضافة إلى مشروع الجزر الخمس، المشروع الذي يعد جزءاً من رؤية الكويت 2035، بتكلفة تبلغ 3.2 مليار دولار، وبمدة تنفيذ تستغرق 9 عقود، ويشتمل على أكثر من 11 مشروعاً؛ أربعة منها تسهم في عائدات على الكويت تقدر بـ3.6 مليار دولار، وأرباح تصل إلى 600 مليون دولار.
ووفقاً للتقارير الحكومية، فإن الكويت تعاني من تأخر في تنفيذ المشاريع بنسبة تصل إلى 78 في المائة، وانخفاض الإنفاق عليها بنسبة تصل إلى 3.9 في المائة، مقارنة بعام 2021.
الحل العاشر للمجلس
في الثاني من أغسطس 2022 صدر مرسوم بحل مجلس الأمة، مسجلاً بذلك الحل العاشر في تاريخ الكويت، إذ كان ما قبل الأخير في عام 2016. وإن اختلفت مسببات حل المجلس في كل مرة من المرات العشر، إلا أنها في الغالب ترجع إلى خلافات بين المجلس والحكومة، تؤدي أحياناً إلى تأزم العلاقة بين الطرفين، إذ إن العلاقة بين مؤسسة الحكم والبرلمان في الكويت، يمكن أن توصف بأنها علاقة تعاون تشوبها الصراعات المتكررة، واتهام النواب للحكومة بمحاولة تجاوز الدستور أو إلغاء الحياة البرلمانية، أو اتهام الحكومة للنواب بتعطيل التشريعات التي تعود بالنفع على المواطنين. ويعد هذا الحل هو العاشر في تاريخ البلاد، إذ تم حل البرلمان آخر مرة في عام 2016.
تصحيح المسار
وحين أعلن ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح في 2 أغسطس 2022 حل مجلس الأمة، أشار سموه إلى أن ذلك يأتي تصحيحاً للمشهد السياسي وما فيه من عدم توافق، وعدم تعاون، واختلافات، وصراعات، وتغليب المصالح الشخصية، وعدم قبول البعض للبعض الآخر، ولفت إلى أنه نظراً لوجود ممارسات، وتصرفات تهدد الوحدة الوطنية، وجب اللجوء إلى الشعب، باعتباره المصير والامتداد والبقاء والوجود، ليقوم بإعادة تصحيح المسار بالشكل الذي يحقق مصالحه العليا.
شعار للمرحلة المقبلة
من جهته، أوضح وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، أن «تصحيح المسار» يعد شعاراً للمرحلة المقبلة لعمل السلطتين التشريعية والتنفيذية، وفقاً لتوجيهات أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الواردة في خطابه، الذي تشرف بإلقائه نيابة عن سموه ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستعالج ما فقدته الكويت في الفصول التشريعية الماضية.
وأشار المطيري إلى حرص الوزارة على إظهار عملية الاقتراع المرتقبة بأفضل صورة تليق بتاريخ الكويت السياسي ومكانتها الدولية؛ إذ أنهت مبكراً استعداداتها لمواكبتها عبر مختلف منصاتها.
وأشار إلى أن وزارة الإعلام، وضعت خطة شاملة لتغطية انتخابات مجلس الأمة، متضمنة ثلاث مراحل، بما يضع المواطن فى قلب الحدث لحظة بلحظة، منذ فتح باب الاقتراع، وحتى إعلان النتائج النهائية رسمياً.
الكرة في ملعب الشعب
من جانبه، قال الأمين العام لمجلس الأمة الكويتي عادل اللوغاني: إن الكويت تعيش جواً ديمقراطياً في الانتخابات، مشدداً على أن الحكومة قامت بإجراءات لم تكن مسبوقة، وحاربت عملية شراء الأصوات، مشدداً على أن الكرة الآن باتت في ملعب الشعب الكويتي الذى عليه أن يختار نواب الأمة، مؤملاً أن يختار نوابه بالشكل الصحيح.
استعدادات
الكويت، أنهت الاستعدادات لبدء عملية التصويت فى انتخابات مجلس الأمة، حيث سيتم استقبال الناخبين فى 123 مدرسة للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الفصل التشريعي الـ17 للمجلس.
ومن المقرر أن يبدأ التصويت من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، وربما تستمر عملية الانتخاب بعد الثامنة، في حال وجود ناخبين فى مكان الانتخاب لم يدلوا بأصواتهم، ويقتصر التصويت فى هذه الحالة على هؤلاء الناخبين دون غيرهم.
نظام جديد للتصويت
وتشهد الانتخابات نظاماً جديداً يُطبّق للمرة الأولى، يكون فيه التصويت بالبطاقة المدنية، وذلك بعد صدور مرسوم باعتماد التصويت في انتخابات أعضاء مجلس الأمة، وفق عنوان السكن المسجل بالبطاقة المدنية، ومرسوم بإضافة مناطق جديدة إلى الدوائر الانتخابية.
جاهزية
وأكد مجلس الوزراء الكويتي جاهزية جميع الترتيبات على مستوى وزارات الداخلية والعدل والبلدية والصحة والتربية والإعلام لإنجاح العملية الانتخابية.
مركز إعلامي
يذكر أن وزارة الإعلام خصصت مركزاً إعلامياً، لتسهيل مهام الإعلاميين المحليين والدوليين، إلى جانب توفير الإمكانات اللوجستية كافة، ومعلومات عن الانتخابات، وتاريخ مجلس الأمة، والتجربة الدمقراطية الكويتية.
@SOjaiban