عثمان بن حمد أباالخيل
المتأتئات والمتأتئون يعانون نفسياً في أغلب الأوقات واجتماعياً في بعض الأحيان ووظيفياً في أغلب الأوقات. والتأتأة تظهر عادة في مراحل عمرية مبكرة وقد تستمر إلى ما بعد ذلك. في مملكتنا الغالية هناك أكثر من 350 ألف شخص مصاب بالتأتأة طبقاً للإحصاءات الرسمية، وفي وكوكبنا هناك قرابة 70 مليون إنسان مصاب. ويحتفل العالم في 22 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام باليوم العالمي للتأتأة. قد يسأل بعض القراء والقارئات ما هي التأتأة؟ بحثت عن الإجابة العلمية والقريبة إلى الواقع وكما أعاني وهي اضطراب عند خروج الكلام والتحدث؛ حيث يجد المصاب صعوبة في النطق قد تكون أسوأ عندما يكون الشخص متحمسًا أو متعبًا أو تحت ضغط بالإضافة إلى التوقفات الصامتة اللا إرادية أثناء الكلام. من الطبيعي إن القلم واللِسان يُعبران عمّا في داخل الإنسان لكن في إحساس مُختلف ودِقة مختلفة، القلم واللِسان ينقلان ما يدور من حولنا بصور كثيرة، شخصياً قلمي أفصح من لساني في أكثر الأوقات. هناك نسبة مئوية من المتأتئين يشعرون بأن التأتأة تعرقل سير حياتهم وتعرضهم للتهكم والسخرية وقد تؤدي بهم إلى الانسحاب الاجتماعي أو عدم الرغبة في التفاعل مع الآخرين وهذا ما يحدث معي في بعض الأوقات، ودائماً أحدث نفسي وأقول لها: عليك أن تواجهي مشكلة التلعثم بشكل مباشر وألا تشعري أبداً بالدونية، وأن تتعلمي كيفية التأقلم مع التعثر في الكلام.
لم أكن راضياً عن نفسي وظيفياً لكنني كنت راضياً عنها اجتماعياً. وظيفياً في ذلك الوقت حين كنت على رأس العمل كنت قليل الكلام متردداً في الحوار وإيصال المعلومة مع العلم أنني كنت ملماً وعارفاً وقادراً على إقناع الآخرين فكان الهروب هو الحل ولم أوفق في الصعود في الهيكل التنظيمي لهذا السبب وهذا هو قدري وقدر الكثيرين الذين يسلكون طريقي، ربما كنت مخطئاً لكنه هو الواقع الذي عشته. (يجب أن تثق بنفسك. وإذا لم تثق بنفسك، فمن ذا الذي سيثق بك) وليم شكسبير. بالتأكيد التأتأة لن تكون الشماعة التي يلقي عليها بعض الناس إخفاقاتهم ربما تكون هي الدافع القوي لإثبات النفس والتفوق والمضي والتغلب عليها واستشارة طبيب نفسي مختص بالنطق وعمل الفحوصات الأزمة لمعرفة مشكلة التلعثم والسبب المؤدي لذلك ثم المداومة على العلاج المناسب الذي ينصح به الطبيب. وهذا لم أقم به لماذا؟ لست أدري.
في هذا العالم هناك شخصيات مشهورة ومصابة بالتأتأة ومنهم نابليون بونابرت، تشرشل، داروين، نيوتن، الملك تشارلز الأول. قال العلماء: «لقد قام فريقنا المكون من خبراء تابعين لجامعة غوتينغن والمعهد الألماني لعوم الدماغ بدراسات مطولة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء التأتأة والتلعثم في الكلام عند البعض. هناك خلل في توازن العمل بين نصفي الكرة الدماغية، وأن الناس الذين يعانون من التأتأة كانت تركيبة الألياف العصبية في نصف دماغهم الأيمن تختلف عن تلك الموجودة في النصف الأيسر.
همسة: التأتأة أمام الآخرين جعلتني لا أعبر عن رأيي في بعض الأحيان.