عطية محمد عطية عقيلان
صعوبات التحول والانتقال كثيرة، ويعاني الشخص من التأقلم والقدرة على التعامل مع المتغيرات الجديدة، لذا من أصعب المفاهيم في علم الاجتماع هي «التغيير»، والتي يسعى إليها المجتمع والأفراد، ودوما يبحثون عن هذا التغيير نحو الأفضل في جميع الأوجه، ومن الصعوبات التي تقابل عملية التغيير، هي الحاجة إلى وقت وفترة زمنية حتى يستطيع المجتمع والأفراد تقبلها.
وهذه المقدمة لفهم أن التغيير عملية صعبة وتحتاج إلى وقت وجهد، ولكنها ضرورية لأي مجتمع يحتاج أن يكون متطوراً ومؤثراً ومتجدداً، وهذا يأخذنا إلى مناسبة اليوم الوطني 92 للمملكة العربية السعودية التي احتفل فيها يوم 23 سبتمبر الماضي، وشهدت السنوات القليلة الماضية تغييراً وتحولاً كبيرين على مستوى المجتمع والأفراد، وكيف كان هذا التغيير عاملاً مساعداً ومؤثراً في كثير من مناحي الحياة، نحو الأفضل، وكيف أظهر قوة متعددة تستطيع أن تفيد المجتمع والدولة، وتقوده نحو الرفعة والتقدم والرقي وتوفير حياة كريمة آمنة مستقرة متكاملة الخدمات لمواطنيها ومقيمها الذين يعيشون على أرضها، وسوف يكون حديثي عما عشته من تغير ملحوظ ووجود أنظمة وقوانين كانت من باب الأحلام البعيدة المنال، فعلى سبيل المثال من نتائج رؤية 2030 العملية، صدر عام 2019 نظام الإقامة المميزة الدائمة والمؤقتة، ومن تجربة شخصية «حصلت عليها»، ومنذ التقديم وحتى صدور الموافقة يتم التعامل عبر بوابة «مركز الإقامة المميزة SAPRC» آلياً، دون الحاجة إلى مراجعات بشكل شخصي، حتى إن الإقامة المميزة في حال صدورها تصلك عبر البريد مع فيديو تعريفي وعبارة باللغة العربية والإنجليزية «نرحب بك في المملكة العربية السعودية شريكاً فاعلاً في المجتمع وعنصراً حيوياً في نمو وازدهار الأرض التي أخترتها للعيش والاستثمار والاستقرار»، مع وجود مركز اتصال متجاوب ومتفهم ومتسارع ووضوح حقوقهم في جميع الجهات الحكومية، كذلك التطور التي تشهده أنظمة الاستثمار في المملكة وتتغير نحو الأفضل والأسهل لاستقطاب واستمرار رجال الأعمال وجذبهم للسوق السعودي، وما يدعو للفخر والاعتزاز لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض، أن هناك تغييرات وتسارعاً في الأنظمة والقوانين، التي تحفظ حقوق الشخص وحياته وحريته، وتكون مواكبة للتطور والتنوع الذي تشهده المملكة، مع التميز في تقديم الخدمات بشكل رقمي، إضافة إلى التطور في القطاع الصحي والتعليمي والخدمة في جله، والتي تحفز على الاستثمار والعيش فيها، مع تغيير وتطور في إقامة المعارض خاصة «معرض الرياض الدولي للكتاب»، ورالي دكار السعودية وتحول النظر إلى الرياضة كصناعة مهمة والتوجه نحو الجذب السياحي...، وما يبعث على السعادة أن هذه التغييرات مستمرة ودوما نحو الأفضل، وتحول المملكة إلى دولة فاعلة على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والرياضية.. وطموح ليس له حدود ويعاق عنان السماء.
خاتمة: التغيير عملية حتمية، ولكن أفضلها التغيير نحو الأفضل في كافة مناحي الحياة، والحمد لله أن هذا ما يحصل في المملكة، مع دعواتنا أن يحفظها الله ويديم عليها الأمن والاستقرار والرفعة، ونؤكد أن الكل له دور ومساهمة في المشاركة في هذا التغيير نحو الأفضل بالعمل والإخلاص والمحافظة على الموارد من الهدر والتبذير، يقول غاندي «كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم».