حمد بن عبدالله القاضي
* أذكر حين كانت الإجازة تبدأ يوم الخميس أن كتبت مقالاً أتغزل بيوم الأربعاء الذي يسبق بداية الإجازة يوم الخميس وأقلده أطواقاً من الثناء.
أما الآن فأرحب بيوم الخميس الذي تبدأ بعده الإجازة الأسبوعية.
* * *
تساءلت بذلك المقال.
* هل الأيام والليالي تختلف عن بعضها؟
وينهض سؤال أكثر موضوعية!.
هل بعض الأيام والساعات تكون سعيدة وبعضها حزينة؟.
عندما ننظر للأيام والليالي نرى أنها «أوعية» تتشكل أفراحها وأحزانها بحسب ما يوضع فيها من كميات المشاعر والأحاسيس، والإنسان هو الذي يلوّن لحظاتها بالبياض والسواد، وهذا هو الأقرب للصحة..!.
* * *
الأمر يتعلق بنظرتنا نحن إلى الأيام والليالي والساعات واللحظات .. نظرتنا التي تنطلق من شعورنا بالفرح أو الشجن فيها.
* * *
شخصياً أحب اليوم السابق ليوم الإجازة لأنه تبدو على مشارفه سنابل الإجازة الخضراء.. وإن كان أهل الوِراقة وأنا واحد منهم لا يستمتعون بإجازة كاملة.. ولكن تعبهم وإن كان في الإجازة إلا أنه تعب ممتع.
* * *
نحب الخميس أكثر من غيره من أيَّام الأسبوع لأنه يشي بانتظار شيء عذب يعادل الحصول عليه.
تماما كما أن البعض يكره ليلة بداية العمل بالغد.
ربما لأنها تعني أن الركض في دروب العمل واللهاث سوف يكون في صباحها.
الشاعر «شوقي» يرى أن بعض الساعات لها إيقاعها الخاص والجميل عندما قال ويا لجمال ما قال :
قد يهون العمر إلا ساعة
وتهون الأرض إلا موضعاً
وهذا صحيح جداً..
فبعض الأيام .. وبعض الساعات تبقى في ذاكرتك
نغماً جميلاً لا يهون
لأنك تتذكّر أنك تلقيت فيها خبراً خبراً زاهياً
أو استمعت إلى صوت محب
أو تطرّزت لحظاتك بلقاء بهي!.
* * *
أما بعض الساعات واللحظات على الضد تماماً.!.
فهي تبقى في ذاكرتك
لأنك فقدتَ فيها غالياً.
أو عانيت فيها شجناً ممضا..!.
* * *
الحقيقة
أن الزمن يطول أو يقصر بحسب ارتياحك أو تعبك على جسر ثوانيه..
وهناك مقولة أخاذة لأديب يقول فيها:
«الألم يصيّر الساعة يوماً كما سير سلحفاة بينما الفرح يجعل الزمن يمر سريعاً كشلال متدفّق «!.
وهذا صحيح فعلاً.
* * *
=2=
* آخر الجداول
الزمن بحضرة أو سماع أو مرافقة من نحب يمضي سريعاً من بين يديك تماماً كما يمرّ الماء بالغربال..!.