مركز الحراسة واحد من أهم وأكثر المراكز خصوصية في عالم كرة القدم وإن كانت وظيفته دفاعية بحتة؛ الحارس كما قيل نصف الفريق ومن الحراس ماهو فريق بحد ذاته حينما يكون مصدر قوة وأمان وإلهام لباقي زملائه اللاعبين بباقي المراكز، وإن كانت أخطاء بعض اللاعبين تغتفر فإن خطأ حارس المرمى يعني ولوج هدف بمرماه يعني ضياع مجهود فريق بأكمله وأحياناً يأتي الفوز والانتصار من ركلة من الحارس تأخذ طريقها لمرمى الخصوم بطريق أو بآخر...!
تألق لاعب كرة القدم قد يأتي نتيجة لخطة معينة أو تنفيذ مهام بعينها وقد يأتي من قائمة حلول فردية إدراكية ناتجة عن خبرة وتمكن بالمباريات، تألق حارس منتخبنا الأول محمد العويس بمباريات المنتخب الودية التجريبية الماضية ومباراة الإكوادور القوية وبسالته بالذود عن مرمى الأخضر رغم أنه لا يلعب أساسياً مع الهلال لقناعات رامون دياز وتألق المعيوف كل ذلك لم يكن عائقاً للنجاح والتألق في مباراة صعبة؛ عاصفة من التحديات الذاتية الذهنية والوجدانية مع الفنية تفوق فيها العويس على نفسه بالثقة والصفاء الذهني والتوازن الروحي مع لغة الجسد والتمركز الجيد والقدرة على اتخاذ القرار بتوقيت قياسي مع أكثر من هجمة انفرادية وكرة خطرة وجوقة من التحديات المعجزة انتصر فيها على كل شيء وأهمها (دكة الاحتياط) ومعركة الأفضلية وتوابعها والحرب التنافسية الحميمية مع المعيوف على حراسة مرمى الهلال والتي حاول البعض يجره إليها في المنتخب لولا قناعات رينارد وتمسكه به حارساً أساسياً وهو الذي تألق وخطف الأنظار طيلة مباريات التصفيات!
العويس أسد الحراسة في المنتخب أثبت جدارته بالعامل النفسي الذي هو مفتاح نجاح اللاعب بثقته في نفسه مع جودة الأداء واليقظة والكاريزما، وكم هو محظوظ الهلال بتواجد أسدين يقظين نجمين لحماية مرماه محلياً وخارجياً وهذا يشعل جذوة المنافسة بينهما دائماً رغم فوز العويس بقناعات رينارد والمعيوف بقناعات دياز! نتمنى بأن يستفيد باقي حراس مرمى الأخضر الاحتياط القرني واليامي والعقيدي من براعة زميلهم نجم الأخضر (السد المنيع) وثقته في نفسه والتي لم تهتز رغم كل شيء مع الأمنيات له بالتوفيق وحماية مرمى المنتخب بنجاح في المونديال ضد منتخبات قوية وعريقة كالأرجنتين والمكسيك وبولندا!
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi