د.عبدالعزيز الجار الله
تشعر الحكومة في إيران بالشعور نفسه الذي كان يخالج طهران عام 2010 عندما كان الربيع العربي المدعوم من إيران وأمريكا وأوروبا، يجتاح بقوة العاصفة الشرق العربي ويسقط بعض العواصم العربية، لكن هذه الأيام سبتمبر 2022م شعور إيران بشعور الربيع نفسه إنما مغاير مملوء بالمرارة والإحباط بعد أن خرج الشارع الإيراني بكل أطيافه الإقليمية وتركيبته الشعوبية والعرقية والمذهبية كما خرجت انتفاضة أعوام:
2009، 2017، 2019م . وتم إخماد ثورتها بمساعدة الغرب لأن إيران كانت هي حصان السباق الأسود القادر على تدمير المنطقة العربية عبر المذهبية والميليشيات، أما اليوم فالغرب ليس غرب 2010 لأن حرب أوروبا بين روسيا وأوكرانيا قلبت الموازين، ومزاج إشعال الحرائق في الشرق الأوسط، فقد خرجت جميع 31 محافظة لتقول للحكومة: كما كانت الشعوب العربية تقول (الشعب يريد تغيير النظام، وإسقاط النظام).
خرجت شعوبية إيران المتعددة تحت عناوين عدة: ثورة المرأة، وإحراق الحجاب، وقص ضفيرة الشعر، وثورة الحرية لجيل ولد بعد عام 2000م، حماس ثورة الملالي عام 1979م نفسه ضد الشاه، لكن هذا الجيل لا تعنيه:
- الإطاحة بالشاه وحكم الدولة البهلوية 1925-1979م.
- ولا حكم الملالي من 1979 وحتى الآن.
- ولا الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988م.
- ولا أيضًا الربيع العربي وسيطرة الميليشيات الإيرانية على بعض العواصم العربية منذ 2010 .
- ولا اجتياحهم للعراق والهيمنة على القرار السياسي في بغداد منذ الانسحاب الأمريكي عام 2006 .
أذن الجيل الذي يتواجد في الشوارع الإيرانية يختلف عن جيل الأجداد الذي كان حاضرًا في تأسيس إيران عام 1925م عندما قبلت الأقاليم الأذرية والكردية والتركمانية والبلوشية والأحوازية العربية، وقبلت على مضض هيمنة هضبة فارس والانفصال من دولها الأم.
الآن تعيش إيران مخاوف قيام حركات انفصالية قومية وإقليمية لها مطالبها، وكذلك تنامي ميليشيات مسلحة مناهضة للحكومة في طهران.