نجلاء العتيبي
قبل أعوام عدة كتبت نصًّا بسيطًا جدًّا، مختصرًا مختبئًا تحت تساؤلاتي..
لم أتوسع به، ولم أستطع حينها التعبير مثلما أشعر وأحب..
فالنصوص الأولى تتحمل ركاكة المفردات، ارتجاف القلم، الخوف من سياط الظنون،
لكنها تظل تلاحقنا آملةً في إخراجها مجددًا بشكل أعمق وتعبير أشجع وأقوى.
في ظهيرة هذا اليوم ودرجة الحرارة فيه 42 درجة مئوية؛ لم أشعر بأن الطقس سيئ؛ حيث أجلس في غرفة بِها تكييف بارد، أمامي كأس من العصير المثلج، وماء بنكهة الورد الطائفي.
يقفز من درج مكتبي النص متصيدًا لحظته يرغب بتنبيهي بنعم الله عليَّ قبل أن يذكرني بمحتواه الذي تناول ظاهرة البذخ والإسراف في الولائم -هناك فرق بين الكرم والمباهاة-، وطيف الرجل المحسن -عليه رحمة الله- أمامي وهو يلتقط حبات الأرز القليلة الملقاة على المائدة؛ خوفًا من الله، ويؤكد على أهمية حفظ النعمة.
وهذا البرنامج الوثائقي الذي أشاهده عن الهدر الغذائي في دول، والمجاعة وشح الماء والغذاء في دول أخرى؛ كل هذه الشواهد تتناسب مع هذا النص القديم المترصد ببراعة للتوقيت.
أكوام من الأكل تُرْمَى مقابلها أفواه جائعة لا تجده، وأبدان هزلت من شدة الجوع والظمأ.
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} (سورة الأعراف: 31). صدق الله العظيم.
كشف مدير برنامج «الحد من الهدر في الغذاء في السعودية» زيد الشبانات، أمس السبت، أن قيمة الهدر الغذائي في المملكة تتجاوز 40 مليار ريال سنويًّا.
وأضاف الشبانات في حديث لقناة «الإخبارية»: «يتصدر قائمة الأطعمة المُهدَرة الأرز، وتصل نسبته إلى 30 بالمئة من قيمة الطعام المُهدَر، ويليه الدقيق والخبز، وتصل نسبته إلى 25 % من قيمة الطعام المُهدَر».
كأفراد لماذا لا نأخذ الأمر بجدية، ونقوم بوضع خطة تساعدنا على الحد من هدر النعمة دون أن يحدث تقصير؟
نتبع أساليب حياة جديدة ترشيدية، طرق ذات فائدة ونفع لحياتنا..
ما الذي يمنع أن نغيّر عادةً تُهدّد الأمن الغذائي تكونت على مدار السنين، فإن أردنا سنتغير مع الوقت وبالتدريج.
فأعداد البشر تتزايد والأمور الغذائية تتناقص وإحصاءات هدر الأغذية في العالم مرعبة، والنعمة تزول مع الإسراف، والعواقب وخيمة، وأبعادها خطيرة لا تقتصر على التبذير المادّي فقط، فانبعاث غاز الميثان الخطير من الأطعمة الفاسدة الملقاة في مدافن النفايات يسهم في تلوث البيئة وتغير المناخ.
نقطة ضوء
عانى حوالي 828 مليون شخص من الجوع في عام 2021م؛ أي: 46 مليون شخص إضافي مقارنة بالعام الذي قبله 2020م، و150 مليون شخص إضافي مقارنة بعام 2019م.