د.شريف بن محمد الأتربي
أصدر الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- المرسوم رقم 2716 وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351 هـ والقاضي بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك اعتبارًا من الأول من الميزان الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر عام 1932م.
ومنذ ذلك اليوم والمملكة العربية السعودية تحتفي باليوم الوطني لتوحيد المملكة، وذلك حتى عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- والذي قرر اعتبار هذا اليوم إجازة رسمية في الدولة بالإضافة إلى عطلاتي رمضان والحج.
وتوحيد المملكة هو نتاج لعمل استمر 30 عامًا، فبعد أن نجح الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- في استرداد (الرياض) سنة 1319هـ-1902م، عمل على توطيد دعائم الحكم، فاستطاع ضم كل من:
- جنوب نجد وسدير والوشم 1320هـ (1902م).
- القصيم 1322هـ (1904م).
- الأحساء 1331هـ (1913م).
- عسير 1338هـ (1919م).
- حائل 1340هـ (1921م).
- ضمّ منطقة الحجاز في عامي 1343هـ و1344هـ (1925م).
- استكمال توحيد منطقة جازان في عام 1349هـ (1930م).
وخلال هذه الأعوام خاض الملك عبد العزيز العديد من المعارك التي أسست لقيام المملكة العربية السعودية بداية من معركة الرياض ونهاية بجازان. وقد شملت هذه المعارك معركة الشنانة 1322هـ - 1904م، وهي من المعارك الفاصلة مع ابن رشيد والقوات العثمانية التي كانت متحالفة معه، وانتهت المعركة بهروب القوات العثمانية. وفي السياق نفسه، وفي عام 1324هـ - 1906م دارت معركة روضة مهنا والتي انتهت بمقتل ابن رشيد وإعلان السيطرة الكاملة على منطقة القصيم.
وفي شرق البلاد دارت معركة ضم الأحساء وذلك عام 1331هـ – 1913م، وهي المعركة التي أرخت بنهاية الوجود العثماني في هذه المنطقة وتم ضمها للحكم السعودي.
وفي غرب البلاد كانت معركة تربة عام 1337هـ - 1919م، هي المعركة التمهيدية لضم الحجاز إلى الحكم السعودي، حيث تبعها معارك عدة أخرى ما بين أعوام 1924م -1925م بين قوات الملك عبد العزيز، وقوات الشريف حسين، وكانت نتائجها كفيلة بإعلان ضم مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة إلى الدولة السعودية الجديدة.
وفي عام 1338هـ 1920م حقق الملك عبد العزيز انتصارًا مدويًا في منطقة عسير في معركة حجلا، ولم يمر سوى عام واحد وأعلن ضم عسير نهائيًا إلى الحكم السعودي.
أما حائل، فقد كانت معركة النيصة عام 1340هـ - 1921م هي آخر المعارك التي خاضتها إمارة آل رشيد ضد الملك عبد العزيز حتى انتهت المعركة بضم حائل نهائيًا إلى الحكم السعودي.
وخلال الأعوام السابقة كان الاحتفاء باليوم الوطني يقتصرًا على خروج أبناء الوطن حاملين الأعلام في الشوارع معبرين عن فخرهم وانتمائهم لهذا الوطن، أو من خلال وسائل الإعلام وأوبريت خاص به يشدو خلاله مطربينا الأعزاء بأغاني تعبر عن الفخر والاعتزاز بالوطن ورجاله.
تولى خادم الحرمين الشريفين الحكم ومن ثم بويع الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد فتحولت الاحتفالات باليوم الوطني من مجرد تواجد بشري إلى تواجد الإنجازات، ففي كل عام وفي هذا الوقت نفسه يستعرض أبناء الوطن، بل والعالم كله إنجازات المملكة المتوالية والسريعة وعلى كل المجالات والأصعدة ليزداد الانتماء الوطني لدى أبناء الوطن وخاصة من الشباب الذين عاشوا وشهدوا بأنفسهم تمكينهم من قيادة وطنهم، فما كان لهذه الإنجازات أن تتم لولا الله تعالى ثم إتاحة الفرصة لأبناء الوطن ليشاركوا في تنميته، فكما خاض الملك عبد العزيز -رحمه الله- معارك التوحيد، يخوض هؤلاء الشباب والشابات معارك المستقبل بقيادة الملهم المستنير محمد بن سلمان قائد الشباب وساطر المستقبل لبلادنا بحروف من نور.
وفي هذا العام تمر الذكرى 92 على إعلان توحيد البلاد، وأطلقت هيئة الترفيه هوية هذا اليوم والتي جاءت فكرتها لتتناسب مع مشاريع رؤية المملكة 2030، ويختلف شعار هذا العام عن ما قبله في الجمع بين الشعار اللفظي والشعار الفني، بشكل يعكس طموح شباب الوطن ويعزز الانتماء والوحدة بينهم.
وتتخذ هوية اليوم الوطني شعارها اللفظي من عبارة «هي لنا دار»، لما يتعلق بالجملة من دلالات صادقة وعميقة، فضلاً عن ملامستها وجدان السعوديين الذين اعتادوا وصف وطنهم بالدار في كثير من الأغاني والقصائد الشعبية التي تمثل جزءاً من تراثهم وحاضرهم.
حفظ الله قادتنا ووطننا وأبناءنا.