مؤيد خياط
لطالما رأينا الأجسام الطائرة في أفلام الخيال العلمي تقوم بوظائف خارقة وسلوك يحاكي طريقة تفكير العقل البشري، ولكن كنا نتقبل هذه المبالغات التشبيهية في الأفلام أنها من أساليب تشويق الخيال العلمي لجذب المُشاهدين, ولكن سرعان ما توالت الدول بتمكين التقنيات المُعاصرة لصناعة المركبات الطائرة من دون طيار (RPAS) أو ما تُسمى بالدرونز; وبرمجتها وعمل العديد من الأبحاث والتطوير عليها لتخدم البشرية في مجالات سلمية كالصناعية والتجارية وكذلك الإنتاج السينمائي، وكانت الولايات المُتحدة الأمريكية هي أحد المنافسين بشراسة في هذا المجال من الأبحاث، ولكن سرعان ما احتدمت المنافسة مع الصين في بدايات عام 2012 الميلادي، وبحلول عامي 2015 و2016 شهد العالم العديد من الشركات التي تقوم بتصنيع مثل هذه الطائرات المخصصة للتصوير الجوي ومن أشهرها شركة DJI الأمريكية الرائدة بالمجال، وقد سيطرت على الأسواق العالمية بسلسلة من الطائرات تُعرف باسم (فانتوم)، وقد جذبت اهتمام العديد من الهواة في المملكة العربية السعودية وخصوصاً مرتادي البر وأيضاً محبي الرحلات والمغامرات، لوحظ ذلك الاهتمام بالمملكة من قبل حكومتنا الرشيدة ولاقى دعماً بإنشاء الاتحاد السعودي للدرونز عام 2017 وكانت هنا الانطلاقة لمواكبة التمكين بمجالات الدرونز، وتلاها إعلان الهيئة العامة للطيران المدني بالربع الأخير من عام 2019 عن تنظيم استخدام الدرونز في المملكة العربية السعودية، وإنشاء بوابة مخصصة لتسجيل الطائرات والتصاريح وجميع ما يتعلق بها من خلال حملة إعلانية تحت عنوان (طيرها-بسلامة) لاقت إقبالاً كبيراً من الهواة والمهتمين بالمجال، ونحن اليوم نشهد تحدي طويق للدرونز والذي سيبدأ في السابع والعشرين من سبتمبر من العام الحالي 2022; وهو سباق تقني يعنى ببرمجة الدرونز وتطويرها والذي ينظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز بالعاصمة الرياض بمشاركة شركة DroneMasters لتدريب الشباب والشابات خلال هذا التحدي عبر حل تحديات واقعية من المشاريع الكبرى بالمملكة في مسارات عدة وهي: (القطاع الزراعي - قطاع النفط والغاز - القطاع التجاري - قطاع العقار والبناء - القطاع الصناعي) بجوائز تصل حتى مليون ريال سعودي، بدعم أكثر من 13 جهة راعية للحدث، إنه لحقٌ لنا أن نفخر بهذا التمكين اللامحدود من قيادتنا بما يتماشى مع رؤيتها العظيمة ومواكبة الثورة الصناعية الرابعلكي نكون من مصاف الدول المُتقدمة بالتقنيات الناشئة والتحول الرقمي.