اليوم الوطني هو اليوم الذي تتجدد فيه روح الشغف والانتماء لهذا الوطن العظيم، فها هو عامٌ مضى وعام قادم وحب الوطن يزداد في قلوب شعبه يوماً بعد يوم تحت ظل قيادة حكيمة تسمو بشعبها وترفعه إلى منازل العُلا والسعود.
تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني لتوحيدها في 23 سبتمبر من كل عام، وقد صدر مرسوم ملكي بذلك من قِبل المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله - برقم (2716)، في تاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ/ 1932م، والذي تكون من ثماني مواد جاء في مادته الأولى:» يحول اسم المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها ، إلى اسم المملكة العربية السعودية»، وقد نُشر الخبر في الصفحة الأولى من صحيفة البلاد الرسمية «أم القرى»، وذلك في عددها (406)، في تاريخ 22/ 5/ 1351هـ الموافق 23/ 9/ 1932م، ونص الخبر: «صدور أمر ملكي بتحويل اسم (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية)».
وتعود الذكرى الأولى للاحتفاء باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية إلى عهد الملك فيصل؛ حيث صدر مرسوم ملكي عام 1385هـ/ 1965م، يقضي بأن يكون اليوم الأول من الميزان مطلع السنة الهجرية الشمسية، الموافق 23 من شهر سبتمبر من السنة الميلادية هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، واحتضن قصر أبو حجارة في الطائف أول احتفالات السعودية باليوم الوطني، كونه المكان الذي شهد إعلان الملك المؤسس إطلاق اسم «المملكة العربية السعودية» بعد التوحيد.
والجدير بالذكر أنه لم يكن هناك مناسبات وطنية يُحتفى بها في السعودية قبل عام 1385هـ/ 1965م؛ إلا مناسبة وطنية تُسمى: «ذكرى يوم الجلوس الملكي»، وهي مناسبة غير ثابتة، ففي عهد الملك عبد العزيز كانت ذكرى الجلوس يوم (8 يناير) من كل عام، وفي عهد الملك سعود كانت ذكرى الجلوس يوم (12 نوفمبر) من كل عام.
وسنورد مثالاً على «ذكرى الجلوس الملكي» للملك سعود، وهو الجلوس الرابع لجلالته بصحيفة اليمامة؛ حيث صادفت الذكرى يوم الثلاثاء 20 ربيع الثاني 1377هـ الموافق 12 نوفمبر 1957م، واحتفلت الصحيفة بهذه الذكرى قائلةً: «يصادف بعد غد - الثلاثاء - الذكرى الرابعة، لجلوس حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم على عرش المملكة العربية السعودية وهي ذكرى محببة إلى قلوبنا أثيرة على نفوسنا، وفرصة سانحة يهتبلها هذا الشعب المخلص الأبيّ ليعبر عمَّا تكنه مشاعره وجوانحه من صادق الود والإخلاص!.... لقد نعم سكان هذه المملكة الفتية من عدل هذا الملك بأوفر حظ، وأدركوا من بره وعطفه ما تساوي فيه البعيد والقريب، حتى امتزجت محبته في كل نفس،... فإليك يا صاحب الجلالة.. إليك يا ابن عبد العزيز ويا حامي حمى الإسلام ورافع راية التوحيد... إليك باسم شعبك الأمين وبقلوب أفعمها الود والإخلاص.. ونفوس ملكها الحب والولاء.. وآمال سداها ولحمتها الوفاء والإجلال ... إليك نرفع أحر التهاني الصادقة وأزكى التبريكات القلبية.. نرفعها بهذه المناسبة السعيدة هذه المناسبة التي نرفع أكفنا إلى في ضراعة - بأن يعيدها - عاماً بعد عام - على جلالتكم وعلى شعبكم العربي المخلص بالخير واليمن والإقبال...»، «ذكرى الجلوس الملكي»، صحيفة اليمامة، (الأحد، 18 ربيع الثاني، 1377هـ الموافق 10 نوفمبر، 1957م)، العدد (100).
وهذه المناسبة الوطنية «ذكرى الجلوس الملكي» تمثِّل علامة بارزة من علامات الوفاء والتلاحم بين الشعب وقيادته، وتظهر علاقة الشعب السعودي بقيادته.
وفي الختام نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى (92) لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس، لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله - ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان، ولكافة أفراد الشعب السعودي الكريم.
وكل عام ووطنا الغالي وشعبه الكريم يرفل بالمجد والعزة والسؤدد في ظل قيادته الحكيمة.
** **
- نوال بنت إبراهيم القحطاني