إن الحديث عن اليوم الوطني في ظل هذه القيادة لهو من أصدق الأحاديث، فهو يعيد إلى الأذهان الحدث التاريخي المهم ويظل هذا اليوم يوماً محفوراً في ذاكرة التاريخ منقوشاً في فكر ووجدان المواطن السعودي، إنه اليوم الذي وحَّد فيه جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن -طيَّب الله ثراه - شتات هذا الكيان العظيم وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل. وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة ذكرى اليوم الوطني وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قيادة، ووفاء شعب، ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز -رحمه الله - الذي استطاع -بفضل الله - ثم بما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغيِّر مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكاً بعقيدته ثابتاً على دينه، حتى عصر التطور والازدهار عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو سيدي ولي العهد الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله - وإن أبناء المملكة العربية السعودية ليعيشون الذكرى الثانية والتسعين لليوم الوطني ذكرى توحيد هذه البلاد الطاهرة على يد المؤسس المغفور له -بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه- وهم يستلهمون صدق الوعد من خلال ما شهدته المملكة من منجزات تنموية وقفزات حضارية في عهد سلمان المجد -حفظه الله- وسمو سيدي ولي العهد الأمين ووجه السعد الكريم، فلقد تميَّزت المملكة في هذا العهد الناصع بسياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على كافة الأصعدة والمنابر الدولية ولها من المواقف النيِّرة في خدمة الإسلام والمسلمين وقضايا الأمتين العربية والإسلامية الشيء الغدق الغفير.
وإننا في هذا اليوم المجيد وهذه الذكرى الخالدة لنرى المملكة العربية السعودية تسير في تنميةٍ وإصلاحٍ وتطورٍ تحت منظومة لا تدانى، وتطور لا يبارى، وتميز لا يجارى، وخبرةٍ عاليةٍ لا تضاهي، في مسيرةِ بناء شاملة أثرها محلي وعالمي، بها تواجه المتغيرات وتحافظ على المنجزات بثبات وقوة تكتشف من خلالها مكامن القوة وتعالج مكامن الضعف، وفي هذا اليوم المجيد والعهد الميمون واجهت مسيرة الخير والعطاء قضايا التنمية المهمة ومنها التنمية المعمارية والحضارية وتوفير المسكن وإيجاد الوظائف والقضاء على الفقر والفساد بحزمة من الإستراتيجيات والقرارات والبرامج الإصلاحية المترابطة ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والقضائية والإدارية لضمان تحقيق أهداف التنمية المرسومة من قبل القيادة الرشيدة، والتي كان قائدها وعرَّابها محمد الإقدام والهِمة سمو سيدي ولي العهد الأمين الشهم الأصيل، وإن هذا اليوم لهو يوم ملحمة الحب والعزة والرخاء والنماء والأمن والأمان والاستقرار في ظل هذا العهد الزاهر، وإن أهمية هذا اليوم الوطني المجيد تنبع من خلال تذكير الأجيال الجديدة بكافة الإنجازات التي قام بها ولاة أمر هذه البلاد الطاهرة، والحرص على غرس القيم الحضارية في نفوس الأجيال الشابة للسير قدماً على الخطى نفسها، وتقديم أفضل صورةٍ عن بلدهم في كافة المحافل الدولية ، ونشر الوعي حول ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والتي تعتبر ركيزةً من بين ركائز هذا الوطن وأساس من أُسس تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعاً على تلاحم الشعب مع قيادته، إذ يظهر لنا مع هذا اليوم المجيد وكل يوم مفهوم الوحدة الوطنية وقصة التلاحم والتضامن والمؤازرة والتي ينطلق معها مفهوم الوحدة الترابية هذا المفهوم النوعي والمثالي والذي يعني الاتحاد والتضامن والمؤازرة لهذه البلاد في كل الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية على حد سواء في كل مكانٍ وتحت كل سقف عنوانه العريض والطويل العمل من أجل تحقيق الهدف المنشود المتمثّل في استكمال وحدتنا الوطنية العتيقة، وأنها أيضاً لتحل ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية في هذه الأيام وهو اليوم الأغر والأعز والذي يتذكر فيه المواطن السعودي بكل فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تم فيها جمع الشمل ولم شتات هذا الوطن المعطاء، اليوم الوطني يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبالرحمن - طيَّب الله ثراه - وفي هذه المناسبة الغالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاه وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم.
وإنها أيضاً لتمر علينا هذه الذكرى لنستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله عزَّ وجلَّ أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد من طلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما به رفعةٍ هذه البلاد وتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - أيده الله بنصره- وسمو سيدي ولي العهد الأمين - حفظه الله - الأمير الملهم والقائد المجدد وإن مع هذا اليوم وفي كل عام إنما هو يوم تجديد العهد والولاء للمليك الغالي، رافعين أكف الدعاء أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين وأن يديم العزة والشموخ لهذه البلاد تحت ظل قيادتها، فسجل يا تاريخ واكتب يا قلم الأمجاد الرائدة في ظل العيون الساهرة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين -حفظهما الله- ودامت أفراح الوطن.
** **
- علي بن إبراهيم بن علي الحبيب