«الجزيرة» - أحمد العجلان:
الهلال قصة بدأت منذ أكثر من نصف قرن على يد شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله وكانت بداياتها تشير إلى مولد زعيم فقد ولد هذا الفريق في قلب الصحراء بعاصمة المجد والعز الرياض، فتحولت بوصلة البطولات من احتكار فرق الغربية للوسطى ولكن هذا الزعيم لم يرضَ بأن يكون مجرد منافس عادي فتألق وتعملق على مر السنوات حتى أصبح يبتعد عن أقرب منافسيه بعدد البطولات للضعف، كنا نقول دائماً إن الهلال يحتاج لإدارة تعرف حجم النادي جيداً فتسخر له إمكاناتها لتقديمه كما يجب لعشاقه، ولعل الإدارة الحالية للهلال بقيادة فهد بن نافل وجهود سلطان آل الشيخ وشركة نادي الهلال الاستثمارية أدركوا بالفعل قيمة الهلال وماذا يجب أن يفعل من أجل نادٍ له قيمة وشعبية هي الأولى دون منازع في السعودية والخليج، فبدأ الهلال مؤخراً يستعرض قوته وشعبيته ويسوّق لعلامته التجارية فشاهدنا تفاعل القطريين مع هلال السعودية في كتارا على بحر الخليج العربي، لقد كان القطريون يتحدثون بحب وولاء وعشق لهذا النادي وكأنهم من منسوبيه، وبعد ذلك كانت الحكاية الأجمل في الكويت هذا البلد الذي للهلال عمق غير عادي فيه فالجمهور الكويتي يعشق زعيم نصف الأرض في قصة ليست جديدة بدأت منذ سنوات طويلة وزاد من تعلقهم بالهلال نجومه الكبار لاسيما الفيلسوف يوسف الثنيان وبعده نجوم عمالقة كبار مثل سامي الجابر ومحمد الدعيع ونواف التمياط ومحمد الشلهوب وياسر القحطاني، وكان تعاقد الهلال قبل نحو عشرين عاماً مع الثنائي الكويتي بشار عبدالله وجاسم الهويدي دور كبير في استمرار وهج الهلال في الكويت، ولأنه زعيم فقد واصلت أجيال الهلال جذب المشجع الكويتي لنشاهد الصغار قبل الكبار في مجمع افنيوز وهم يتسابقون للتصوير مع كؤوس الهلال وشراء منتجاته، لقد كان الأطفال الكويتيون في مقابلات مصورة يحفظون أسماء لاعبي الهلال ويتحدثون بإعجاب عن عبدالله المعيوف وسالم الدوسري وسلمان الفرج والشهراني وكاريو وكنو والآخرين، الهلال اليوم بات قيمة كبيرة في رياضة بلادنا وإدارته الناجحة أصبحت تقدمه للناس بالشكل الذي يليق به ولاشك أن استمرار وهج الهلال أمر لابد منه لكي يحافظ على مكتسباته ويضيف لها المزيد، أعتقد أن للهلال شعبية جارفة في أماكن مختلفة من العالم العربي وربما أن له في الأردن الشقيقة حباً وشعبية لا تضاهى وكذلك في العراق حيث يظهر اهتمام الإخوة العراقيين بالرياضة السعودية كما أن هناكهتماماً وحباً كبيراً للهلال من عدد كبير من المشجعين هناك، وأعتقد أن إدارة الهلال ستستمر في عملها بنشر علامة الهلال والقرب من جمهوره في أنحاء متفرقة من العالم العربي.