عمر إبراهيم الرشيد
شكلت إيران الملالي منذ وصولهم إلى سدة الحكم بمساندة غربية، إلى جانب حكومة الكيان الصهيوني، شكل هذا الثنائي إسفيناً يضرب في المشرق العربي ويبدد طاقاته ويؤخره عقوداً من الزمن إلى الوراء. وبلاشك فإن وجهي العملة الواحدة هذين لم يكن ليكتب لهما النجاح في هذه المهمة لو لم تكن دول المنطقة منشغلة فيما بينها بنزاعات إلامارحم ربي. ونعلم أن المظاهرات قد اندلعت في مدن إيران احتجاجاً على تدهور المعيشة في دولة أفقرت شعبها لتصدير الثورة وتخريب دول المنطقة، بينما ترفع شعار محاربة الغرب وإسرائيل في العلن وهي التي دمرت أربع دول عربية. فالسؤال المطروح حالياً لدى المراقبين في المنطقة والعالم هو هل ستنجح هذه المظاهرات لتشكل ثورة يمكن أن تطيح بحكم الملالي في طهران؟. أقول لله الأمر من قبل ومن بعد، ثم إن التاريخ أستاذ يعلم من تعلّم، مع أن أمريكا ومعها الغرب لا يريدان سقوط حكم الملالي، فلقد صد هذا النظام عن حكومة الاحتلال الصهيونية شروراً لا حصر لها، وأسهم في ازدهار مصانع السلاح في أمريكا والدول الغربية وبالتالي في خلق مئات الآلاف من فرص العمل ومحاربة البطالة، وما مسرحية الاتفاقية النووية إلا فصل من هذا السيناريو المستمر والمرسوم منذ عقود من الزمن، في تبادل مصالح بين طهران وعواصم غربية إلى جانب واشنطن وتل أبيب. وبالرجوع إلى مظاهرات الأزمة المعيشية السابقة في إيران قبل سنوات فقد استبشرنا خيراً بها لانقشاع هذا النظام وعودة الإيرانيين إلى حياتهم الاعتيادية، لكن من ساند حكومة الملالي هي أمريكا ومعها دول غربية بالطبع مثل بريطانيا وفرنسا، أعقبها الاتفاق النووي كدليل على تلك المساندة، وهذا ما يجعل الشك يتسرب إلى المراقب للمظاهرات الحالية على أنها ربما تخمد قريباً إلا إذا شاء الله تعالى أمراً آخر وهو علام الغيوب، إلى اللقاء.