د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
احتفل وطننا الغالي المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الثاني والتسعين في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر الجاري الموافق للأول من الميزان، فانسكبتْ في اليوم الوطني المجيد ملامحنا السعودية في قاع أرواحنا! وتجلّى الوطن ناضراً في ساحات الأفئدة، وتشرفتْ بالذكرى أحلامنا وأحاديثنا، فاحتضن الوطنُ أنفاسنا، ويتربعُ اليوم الوطني كل عام في رحاب نبضنا الاجتماعي؛ فدائماً ما نسيرُ في ثنايا كبرياء الوطن!
(سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَا
مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء
وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ
يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ
رَدّدِي الله أكْبَر
يَا مَوْطِنِي
مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمسلِمِين
عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ)
ويعود اليوم الوطني ذكرى خالدة، وتتمة لبناء وطن عظيم؛ فنقرأ في طقوس الاحتفاء فصولاً جديدة عن السعودية؛ عن الجمال النقي والحُلُم الكبير! فإذا ما ذُكر اسم بلادنا المملكة العربية السعودية فإنها صفات مشتقة من جذور عريقة عميقة؛ فلم تكن بوابات بلادنا التي أشرعها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله مجرد مواجهة بينه وبين الخصوم؛ ولم تُبنَ على المصادفة بل كانت لحظات باذخة انبلج فيها صبح بلادنا معلناً ظهور عهد جديد يمهّدُ الطريق أمام بلادنا السعودية لتتسنم سيادة عليا في صناعة مجد؛ واجتماع قلوب؛ وتوحيد همم.
ويأتي اليوم الوطني المجيد وقد سجلتْ بلادنا تاريخها الحديث بتفوق واقتدار واحترافية عالية نحو المستقبل؛ وتلكم اللمسة العصرية التي اصطفت الجهود البشرية المدربة من أجل تحقيقها؛ ففي عهدنا الجديد وسعوديتنا الحديثة باتت التنمية تتعلق بتحولات أخرى؛ فهناك أدوار عليا في التحول من الاستهلاك إلى الاستثمار، وأدوار عليا للعلاقات الدولية في عالمنا الجديد؛ فأسست بلادنا شراكات التطوير وأطَّرتْ ملامح القادم من العلاقات؛ ودشنتْ معامل توجيه عميقة تستوعب الطاقات الذهنية والفكرية للعنصر البشري من خلال التخطيط والتوجيه بما يحقق متطلبات الاستراتيجيات التي محورها الإنسان والتنمية؛ وما يسند ذلك من البيئات المتكاملة التي تعزز الإنتاجية؛ وفي كل صباحاتنا السعودية نستيقظ على اتفاق جديد ولقاءات فريدة؛ وإمضاءات مبهجة تُحاكي المدنية والتمدن كما تطرب آذاننا بتفاصيل الانتصارات المشبعة بحكمة وحنكة قيادتنا؛ حتى أصبحت الأرض السعودية ريّا بالحكايات التي تحمل دلالات السيادة، وتوجتْ وجودنا السعودي الممتد بإذن الله بصهوات الإغاثة الغزيرة للشعوب المنكوبة وتلكم قيمة إيمانية سارت عليها قيادتنا الرشيدة منذ عهد موحد هذه البلاد طيب الله ثراه؛ كما اسْتُلتْ الحمية السعودية العربية الإسلامية للمساندة حرصاً على رسم خارطة عالم مستقر!! فالسعودية الباسقة تسابق الزمن فتسبقه، فكما تبدو الصورة لبلادنا قوة محركة حولتْ بوصلة الاقتصاد العالمي نحوها من خلال الرؤية الوطنية المحفزة 2030 تلك الرؤية العملاقة التي أصبحت في عمق النقاشات الاقتصادية في أعلى مستويات الحضور العالمي.
وفي أعماق بلادنا نحن مشبعون بروحانية المكان حيث الحرمين الشريفين؛ مترفون بسكينة الأرض حيث الأمن والأمان؛ معجبون بكفاءة التشريع وضوابط التنظيمات الجديدة التي أحاطت بالشأن الداخلي؛ وفخورون بالنهوض الكبير؛ ومعتزون بصياغة خطابنا الحضاري الجديد أمام العالم؛ ومطمئنون بأننا نعيش العبور الحقيقي وبقوة للمستقبل الجدير ببلادنا ومكانتها بإذن الله، وفي كل عام نكتبُ معاني الوطن لتكون حُزماً من الانتماء والولاء، ونكتبُ لتصبح المسئولية الوطنية مسئولية أخلاقية كبرى بمفهومها الأصيل، ومازلنا في كل عام نستنطق الحدث، وننقش من أعماقنا كل صياغات التمجيد في المكانة والتمكين لبلادنا الغالية؛ ونصوغ اليوم الوطني كتابا ملكيا كبيرا، وذاكرة أحداث وحكاياتِ أجيال تتجدد وافرة وارفة، وذلك الكتاب السعودي الوطني المختلف يسطره ملكنا القوي الخبير خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين صانع الحضارة السعودية الحديثة.
حفظ الله بلادنا وقيادتنا الرشيدة والشعب السعودي النبيل.