عطية محمد عطية عقيلان
يشهد هذا العام زخماً في التنافس لإبراز جوانب إيجابية بمناسبة اليوم الوطني للمملكة 92، وخلال خبرتي في عالم الإعلام لأكثر من 25 عاماً، كانت المنافسة لهذا العام جميلة ومختلفة وتمتاز بظهور مميز وذكرتني كثيراً بأوبيت «مولد أمة»، وكل جهة سواء حكومية أو خاصة ركّزت على جانب يهمها ولكنه ملهم وبه فكر محلي خالص بدءاً من الفكرة وطريقة تنفيها وأبطالها، لذا كانت هناك قصص جميلة للقطاعات الأمنية المختلفة في المملكة في طريقة عرض قصص إبطالها وما قاموا به من تضحيات سواء في المن الداخلي أو الخارجي، وكانت هذه الأفلام القصيرة معبرة وتدعو للفخر للعاملين في هذا القطاع أو من أبناء الشهداء، ومن اللافت أيضاً أن بعض القطاعات الحكومية، استعرضت قصص ملهمة لشباب منجز ويقوم بدور إيجابي سواء في الجانب التعليمي كالأطباء والمهندسين والصيادلة والمعلمين، أو في الجانب الرياضي أو خدمة المجتمع والتطوع في مختلف المجالات، حتى القطاع الخاص، كان له إنتاج مختلف هذا العام، بطرح أفكار محفزة تبرز إبداع الشباب المواطنين في مسيرة النجاح، وكان العنصر المحلي ظاهراً في كافة المراحل بدءاً من الأفكار وحتى تنفيذها، واليوم الوطني الفلسفة الرئيسية، هو التذكير بالتضحيات التي قدمت والجهود التي تبذل من أجل بنائه واستمراره، حتى تعزّز الانتماء والفخر به، وأن يترجم هذا الانتماء والاعتزاز إلى واقع ملموس وأفعال لكل مواطن أو من يعيش على هذه البلاد، وتنعم بخيراتها وأمنها وعاصر تنميتها وتطورها، بأن يكون عضواً فاعلاً فيما يقوم به وأن يجيده قدر المستطاع، إضافة إلى ترسيخ مبادئ مهمة والتذكير بها، وهي قيامنا بأضعف الإيمان وهي المحافظة على الموارد من الهدر والتبذير، والحرص على الالتزام بالأنظمة والقوانين، واعتبار أن هذا الوطن مهما تباعدت أطرافه فهو يمثّل بيتك الكبير، التي تحرص على نظافته وصيانته وعدم العبث به.
وظهر الاحتفال هذا العام باليوم الوطني 92، مختلفاً ورائعاً، لأنه أعطي المجال للمحتوى المحلي في أغلب مراحله، لمن يفهم المجتمع ويستطيع أن يعبر عنه ويوصل رسالته ويؤثّر فيمن يشاهده، وهذه استكمال لمسيرة الاستفادة من الشباب المتميز والقادر على تقديم صورة إيجابية تدعو إلى الفخر والاعتزاز بما حصل ويحصل على أرض الواقع، وهذه رسالة لكل محب وغيور على رفعة هذا البلد وتميزه وتفرّده، بأن يكون معول بناء وداعماً وناشراً لكل ما يعزِّز الانتماء والحب لهذه البلاد المباركة، وأن يقوم بدوره سواء كان مواطناً أو مقيماً، متنعماً بما وفر له من جميع الأوجه، وقد يكون دعم هذه الأفلام والمساهمة بنشرها أو الإعجاب بها أحد الطرق للتعبير عن ما تشعر به من حب وأمنيات لرفعتها واستمرار نهضتها وحفظها من كل مكروه.
خاتمة: «هي لنا دار» تختصر كل الكلام، فلنتعامل معها وكأنها دار نهتم بها ونرعاها ونحافظ عليها، ونفخر بكل منجز وتطور وننشر كل ما يعزِّز مكانتها ويعلي من قيمتها، وندعم كل قصة نجاح أو تجربة أو عمل ونساهم في إيصاله للعالم، يقول تشافي جيفارا: «لا يهمني أين ومتى سأموت، بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن».