اليوم الوطن هو ذلك اليوم العظيم الذي تحققت فيه طموحات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله - بتحقيق الأمن والأمان والرفاهية والاستقرار للشعب السعودي الحاضر والباد من خلال التطورات الحضارية والاقتصادية والتجارية والعلاقات الإنسانية القائمة على المبادئ الإسلامية التي أقرها الدين الإسلامي الحنيف وأمر العزيز الحكيم بتطبيقها في الحياة قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) وقال عليه الصلاة والسلام: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ بِالْحُمَّى، وَالسَّهَرِ).
وهذا ما سعى إلى تحقيقه المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عندما رأى بأم عينه السلب والنهب والهرج والمرج متفشياً بشبه الجزيرة العربية ومن أجل هذا رأى أبو تركي أن من واجبه إصلاح أحوال الناس في شبه الجزيرة العربية وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه أيام الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب
خاصة عندما تفشت الفتن والحروب بين أمراء المناطق وانتشرت الفوضى والهرج والمرج والخلافات بين القبائل في شبه الجزيرة العربية بعد وفاة الإمام فيصل بن تركي.
وأخذ الملك عبدالعزيز أبو تركي على نفسه - رحمه الله- عهداً بإصلاح تلك الأحوال وإعادة الأمن والأمان والاستقرار والقضاء على الهرج والمرج وتحقق كل ذلك بقوة إيمانه وبصدقه مع الله وبالحكمة والسياسة والرأي السديد الذي نهجه في تأليف القلوب المتنافرة والصلح بين القبائل المتحاربة وفرض الأمن والعدل بين الجميع عندها انشرحت الصدور وتقاربت القلوب وتلاقحت الأفكار وتحقق بالبلاد السلم والسلام والأمن والأمان والاستقرار بفضل الله ثم بفضل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن عليه رحمة الله.
واليوم الوطني يوم عظيم تحقق فيه بفضل الله ثم موحّد البلاد الملك عبدالعزيز وإخوانه وأبنائه ورجاله المخلصين توطيد أسس الدولة فقد قطعوا الفيافي والصحاري بالليل والنهار من أجل نشر العلم الإيمان والأمن وتوحيد البلاد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
واليوم الوطني هو ذلك اليوم الذي توحّدت فيه القلوب وحددت فيه الحدود فلا سلب ولا نهب ولا خلاف ولا اختلاف مع الدول المجاورة، بل علاقات وحسن جوار تسودها المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية.
واليوم الوطني هو ذلك اليوم الذي رسمت فيه الخطط والمخططات للبحث والتنقيب عن البترول والمعادن عن طريق الشركات الأمريكية واليابانية التي كشفت عن البترول النعمة التي أنعم الله بها على العباد والبلاد.
وهو ذلك اليوم الذي مكَّن الله فيه أبا تركي الملك عبدالعزيز وأبناءه الملوك والأمراء من حماية الحرمين الشريفين وعمارتها وبذل الغالي والثمين لخدمة الحجاج والمعتمرين وتيسير وصولهم إلى مكة والمدينة بكل يسر وسهولة حتى إن الملك فهد حبّب إليه لقب خادم الحرمين الشريفين وظل هذا اللقب يتشرَّف به الملك سلمان.
وبمناسبة اليوم الوطني يجب على كل مواطن ومقيم الدعاء للملك عبدالعزيز بالرحمة والغفران وأن يلحوا على الله بالليل والنهار أن يرحم الملك عبدالعزيز وأن يسكنه هو وذريته الفردوس الأعلى وأن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وأن يتغمدهم بواسع رحمته ويثبتهم بالقول الثابت عند السؤال وأن يجعل الفردوس الأعلى قصوراً للأحياء منهم والأموات وأن يحفظ ملكنا سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وأفراد الأسرة المالكة وكل مواطن مخلص لدينه ومليكه ويديم النعم على هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين ويجعلنا وإياهم من الشاكرين المقبولين عند الرحمن الرحيم، إنه سميع مجيب والصلاة والسلام على النبي محمد بن عبدالله المرسل رحمة للعالمين إنه سميع مجيب.
** **
علي بن محمد إبراهيم الربدي - القصيم - بريدة