احتفالنا في كل عام بحلول الذكرى السنوية لليوم الوطني هو حب وتقدير واعتزاز بهذا التاريخ الخالد والراسخ في ذاكرة أبناء الوطن، وما نعيشه اليوم من أمن وأمان واستقرار وتقدم وازدهار هو نتيجة طبيعية للأساس المتين الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية التي انطلقت من وحدة أجزاء الوطن ووحدة كلمة أبنائه على منهج التوحيد والشريعة الإسلامية، وانطلاقاً من هذه المشاعر تنتظم بلادنا احتفالات بمناسبة الذكرى 92 لقيام المملكة العربية السعودية.
إن منهجية الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - ونهج أبنائه من بعده، والحرص على أمن الوطن وراحة المواطن وتفجير الطاقات من أجل البناء والنهوض جعل المملكة رقماً صعباً في المعادلات الدولية، ولاعباً أساسياً في موازين الأمن والاستقرار والمال والاقتصاد، وكذلك بدايات التكوين وفكر التوحيد أثمر وطناً يحتل مكانة مرموقة بين دول العالم، ويحلق بمنجزاته في سماء المجد والعلياء فوق هام السحب.
ويظل التلاحم بين القيادة والمواطنين يشكل التعبير الحقيقي عن فرحة الاحتفال بهذه المناسبة المحببة إلى قلوب الجميع، كما أن الوعي والحس الوطني الذي يتمتع به المواطن السعودي هو انعكاس فعلي لاستيعاب قيم التأسيس، ومبادئ الانطلاقة الأولى، وترسيخ للمبادئ التي قامت عليها المملكة، ونتيجة لمخرجات التعليم الهادف الذي حرصت عليه الدولة وأفردت له ميزانيات تفوق كل القطاعات إيماناً بمكانة الإنسان وحرصاً على مستقبل الأجيال، ووفرت له كافة الإمكانات والمعينات باعتبار الإنسان يمثل الثروة الحقيقية والرهان الأقوى في مسيرة التنمية.
لقد ظل التقدم والازدهار وتحسين جودة الحياة والسعي لراحة المواطنين وكل القاطنين في هذه البلاد الطيبة هو الملمح الذي لازم مختلف مراحل تطور المملكة، وصولاً إلى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (حفظهما الله) حيث تستشرف المملكة حقبة جديدة من التطور والنماء وتنتقل إلى مراحل متقدمة تستوعب المتغيرات وتستجيب لمتطلبات العصر وتواجه التحديات بكل صلابة وخبرة وقدرة .
ويأتي الاحتفال بالذكرى الثانية والتسعين لقيام هذا الوطن الغالي تحت مسمى المملكة العربية السعودية في ظل نهضة متكاملة تشهدها السعودية تشمل مختلف القطاعات ونمو اقتصادي منقطع النظير على مستوى العالم، وخطط طموحة واعدة للبناء تضمنتها رؤية 2030 التي تهدف إلى مستقبل زاهر ومكانة رفيعة للمملكة في سلم الاقتصاد العالمي ورفاهية وحياة أفضل يتطلع إليها المواطن وتضعها القيادة هدفاً استراتيجياً مهماً.
هنيئاً لنا بهذا الخير وهذا الفضل الذي من به المولى عز وجل على بلادنا، بعد أن أكرمها باحتضان الحرمين الشريفين (وأي فضل أكبر من هذا؟) وهنيئاً للمواطن والمقيم بما تتمتع به المملكة من أمن واستقرار ووفرة ورخاء، وهنيئاً للأجيال القادمة والواعدة بما تبشر به الرؤية الثاقبة من مستقبل مشرق ونتائج مبهرة وتطور هائل قادم بإذن الله تعالى.
حفظ الله بلادنا من كل سوء، وأعاد علينا هذه الذكرى الطيبة والوطن في تقدم مستمر وتنمية شاملة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين - حفظهما الله.
** **
- فنجال بن سلطان الشيباني