هيا عِجالاً وقعي الإقرارا
عهدًا ولن أقبل له الأعذارا
إن لم تفِ بالعهدِ ذاكَ فراقُنا
حتمًا سأهجرُ بعدَكِ الأشعارا
سأنيخُ بحرَ هواجسي لكِ ريثما
ترقينَ في أمواجِها إبحارا
ترسينَ بالدرِّ الثمينِ قصيدةً
بين القصائدِ عِقْدُها إبهارا
فالحدثُ جلُّ والمعانيَ جَزلُها
يسمو ويزهو فخرُهُ مِدْرارا
فاليومُ يومُكِ والقصيدةُ فخرُها
عنوانُهَا وطنٌ بدا إكبارا
وطنٌ على كلِ الديارِ شُموخُهُ
كَالنجمِ يخطفُ حولَهُ الأنظَارا
يسطعُ شعاعًا قد أضاءَ سناؤُهُ
فبدا الظلامُ بضيهِ أنوارا
تهفو القلوبُ إليهِ دومًا وِجْهةً
فبهِ بمكةَ قبلةٌ ومنارا
وبهِ بطيبةَ روضةٌ قدسيةٌ
وبها النبيُ محبةٌ ومَزارا
وهنا الرياضُ بعزِّها وشُمُوخِها
بينَ الديارِ مهابةً ووقارا
وهناك مجدٌ كلُ شبرٍ أرضُنا
فيها شموخٌ يصنعُ الآثارا
ونيومُ تشهدُ أننا من مِثْلُنا
وطويقُ يشهدُ أننَا الإِصْرَارا
وبِها سلامٌ للجميعِ بأرضِها
أمنٌ وعيشٌ نرتضي الأقدارا
وطني ومنْ ذا مِثْلُهُ من موطنٍ
تاجُ الديارِ وسابقُ الأمصارا
رايتهُ تعلو للعلا خفاقةٌ
للحقِ كَلِمٌ مَرجِعٌ وشِعارا
ونسيرُ فيها تحْتَ رايةِ حاكمٍ
عدلٌ وسيفٌ في الوَغَى بتارا
حزمٌ وعزمٌ والبلادُ بحكمهِ
أمنٌ كرَوْضٍ يَانعٍ أثمارا
ووليُ عهدٍ لاتصفهُ قصائدي
الناسُ شاعتْ مجدهُ أخبارا
عُظُمُ الديارِ أتتهُ تطلبُ وِدَّهُ
ورؤاهُ تبني تُنجزُ الإعمارا
في كلِ ميدانٍ نُفاخرُ موطني
والشعبُ حوْلَك حاميًا وسِوارا
في حدِكَ الأبطالُ أسْدٌ في الوغى
تحمي حِماكَ وتُقصي الأشرارا
تفداكَ بالغالي النفيسِ بروحِها
والكلُ يبذلُ روحَه استثمارا
هذي البلادُ بلادُنا بلدُ التقى
مهدُ المعزةِ تصنعُ الأحرارا
في يومها الاثنينِ والتسعينِ قَدْ
زَخُرَ الأمانُ وزادها استقْرارا
في كلِ عامٍ للعلا سباقةٌ
تسمو ويعلو مجدُها استبشارا
وطني عليكَ من الإلهِ سلامةٌ
يحفظكَ ربي وتسلمِ الأخطارا
فدعوةُ ربي أن تظلَّ مكرمًا
وتَلَوْتُ فيكَ محبتي أذكارا
وطني أتتكَ فرائدٌ من هاجسي
كالغيثِ ينبتُ رَيُّهُ الأزهارا
وسقى مشاعرَ قدْ ترعرعَ وَجْدُها
والطيرُ يشدو بلحنِها أسفارا
عذرًا أقدِّمُ في الختامِ مودَتي
فالشعرُ يعجَزُ أن يفي المقدارا
** **
طالع دخيل الله الغانمي - خليص