تعد المملكة العربية السعودية من الدول الكبرى في العالم، ومن أوائل الدول التي شاركت في صنع القرار السياسي، وقد كان ذلك عقب توحيدها على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- ، تحت الراية الخضراء راية الشهادة. وقد جاء هذا التوحيد بعد ما يقاربُ ثلاثين عاماً من الكفاح الذي قاده الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيّب الله ثراه- الذي كان حريصًا على ثرى هذه البلاد وعلى مصلحة شعبها في كل خطوة يخطوها، فقد كانت المملكة العربية السعودية هي الدولة العربية الأولى التي تحصل على التوحيد والهوية الوطنية. ومنذ ذلك الحين استمرت المملكة في التطور والتحضر والتقدم للوصول لمصافِ الدول المتقدمة بقيادة الملوك الذين تعاقبوا على قيادتها، فكان كلٌّ منهم يضع على عاتقه مهمة صعبة هي إكمال مسيرة آبائه وأجداده، منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- حتى العهد الحالي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان فبدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله-، أُطلقت رؤية المملكة 2030، وهي رؤية سمو ولي العهد لمستقبل هذا الوطن العظيم، والتي تسعى لاستثمار مكامن قوّتنا التي حبانا الله بها، من موقع استراتيجي متميز، وقوة استثمارية رائدة، وعمق عربيّ وإسلاميّ، حيث تولي القيادة لذلك كل الاهتمام، وتسخّر كل الإمكانات لتحقيق الطموحات.وكل ذلك يتوافق مع اليوم الوطني وأهدافه التي نتطلع لها من خلال رؤية ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- ولعل تاريخ تحقيق الرؤية 2030 يتوافق مع الذكرى المؤية لتوحيد المملكة 1351-1451وسوف يكون احتفالنا كبيرا بمناسبتين بتحقيق الرؤية والذكرى المئوية، وهذا ماتتطلع إليه قيادتنا الرشيدة بأن تسمو المملكة وتكبر في كل النطاقات حتى تصل إلى الغاية المنشودة، فالمملكة العربية السعودية تتميز بمجموعة من الميزات التي تجعلها من الدول الرائدة في العالم، فعلى صعيدِ الاقتصاد تعد المملكة المصدر الأول عالميًا للنفط، كما أن فيها من المشاريع التنموية والنهضوية ما جعلها في مصاف الدول المتقدمة، فعلى الرغم من مخزونها النفطي الكبير تدعم السعودية مشاريع خاصة بالطاقة المتجددة وفق رؤية 2030. أما على صعيد الحياة الاجتماعية فتعد المملكة من الدول الداعمة للتطور والتحضر وباتت تضع من القوانين ما يقف في صف المواطن والمرأة والشباب ويشركهم في صنعلقرار السياسي.
وتحتفل المملكة بيومها الوطني في يوم الجمعة الموافق 23 سبتمبر 2022. هو اليوم الذي تضخ فيه دماء القوة والفخر وتتجدد فيه روح الشغف والانتماء، هي الوطن والدار التي تسعى لتقديم فرص وفيرة تمكن الإنسان المواطن والمقيم من المساهمة في بناء وازدهار المملكة، وقد كان تتويجاً لذكرى توحيد المملكة العربية السعودية وتقديراً لجهود أجدادنا التي نفخر بها ونحتفل بها سنويا، وقد كان اليوم الوطني خيرَ تذكيرٍ لشباب الوطن بتضحيات من سبقهم وجهودهم لنصِلَ إلى ما نحنُ فيه من شموخٍ ورفعة.
** **
- د. فهيد بن سالم آل شامر العجمي