تحتفي المملكة العربية السعودية هذه الأيام على كافة المستويات الرسمية والشعبية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني المجيد يوم التوحيد. وتعد هذه المناسبة عزيزة وغالية علينا جميعاً لما يمثله هذا اليوم من إنجاز تاريخي خطت فيه المملكة خطوات واسعة في كافة الميادين بعد أن وحد صفوفها وأرجاءها المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، حتى وصلت إلى أرقى مستويات الدول تطوراً في العالم.
إن هذه المناسبة تمر علينا لنستلهم منها العبر والدروس من سيرة المؤسس الفذ الذي استطاع بحنكته وبإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها هدياً ينير حاضرنا ونستشف منها ملامح ما نتطلع إليه في المستقبل - بمشيئة الله - من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية المواطن في ظلال من الأمن والأمان والاستقرار وصروح الإنجازات التي لم ولن تتوقف بجهود وحرص أبنائه الملوك البررة الذين تعاقبوا على الملك وصولاً إلى عهد العزم والحزم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، الذي بدأ منذ توليه مقاليد الحكم إرساء معايير التطوير والإصلاح على كافة الأصعدة، فأحدث نقلات نوعية في غضون أعوام قليلة انعكست إنجازات مشهودة على مختلف المستويات وفي كافة أرجاء الوطن. فقد شهدت المملكة منذ مبايعته - حفظه الله - المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والبنية التحتية، وتشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته وفق رؤية وخطط سديدة ما وضع المملكة في مرتبة متقدمة على خارطة دول العالم المتقدمة وفي مقدمة أقوى اقتصادات العالم ضمن مجموعة العشرين.
لقد اتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به - رعاه الله - من صفات متميزة فريدة، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه في كل شأن وفى كل بقعة على امتداد الوطن. إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة والتشريعات في إطار مسيرة الإصلاح والتحديث والتطوير في شتى المجالات. ولم تقف جهود قائد هذه البلاد عند المنجزات الشاملة التي تم تحقيقها، فهو - أيده الله - يواصل مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار والتطور لهذا البلد وأبنائه. وما تستجد من معضلات إلا يقف - أيده الله - حيالها بحنكة وحكمة القائد الفذ نافذ البصيرة؛ فليس ببعيد عنا ما يشهده العالم من نزاعات وحروب في سياق تطورات الأحداث العالمية الخطيرة وتداعياتها على أكثر من صعيد، ولكن بفضل من الله، ثم بحكمة وحنكة قيادتنا الرشيدة استطعنا تجنيب الآثار السلبية على معيشة المواطن والمقيم من خلال المحافظة على سلاسل الإمداد وتوفير كافة الاحتياجات، ولاسيما ما يتصل بالجوانب المعيشية بشكل مباشر. ولم يكن همّ خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مقتصراً على وطنه وشعبه فقط، بل تعداه إلى الاهتمام بقضايا الأشقاء العرب والمسلمين وجعل ذلك من أولوياته بما يبذله - رعاه الله - من جهود كبيرة في لمّ شمل الأمة ورعاية قضاياها المصيرية. وتمكن - حفظه الله - بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً، وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي.
وقد كان خير سند ومعين له في هذه المسيرة الحافلة بالإنجازات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - صاحب الطموحات والرؤى التطويرية التي نقلت المملكة إلى نطاق جديد وآفاق لامحدودة من الإنجازات غير المسبوقة على كافة الأصعدة والمستويات. كما استطاع برؤيته السديدة المواءمة بين الإمكانات الذاتية الضخمة للمملكة وتفعيلها وفق مبدأ الشراكة الحيوية مع الدول الشقيقة والصديقة في الإقليم والعالم من خلال معادلة التعاون على أرضية المصالح المشتركة بين الجميع، فوثق بذلك أواصر التكامل وديمومة العلاقات بين المملكة ودول الإقليم بالإضافة إلى التعاون والشراكة مع معظم الدول المؤثرة على خارطة العالم اقتصادياً وسياسياً.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أغتنم هذه المناسبة لأتشرف برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله ورعاهما - وإلى الأسرة المالكة الكريمة وكافة أبناء شعبنا النبيل.
داعياً رب العزة والجلال أن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة وأن يمدهم بعونه وتوفيقه، وأن يسدد على طرق الخير خطاهم، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.
** **
- خالد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم