حميد بن عوض العنزي
تحل ذكرى اليوم الوطني الـ92 وبلادنا -ولله الحمد - تعيش طفرة تنموية شاملة ومن أهم المراحل التاريخية لبلادنا ما نعيشه اليوم بإطلاق رؤية 2030 التي شكلت مرحلة تاريخية في غاية الأهمية من حيث التوقيت ومن حيث المستهدفات والأثر.
وكان الاقتصاد هو المرتكز الأساسي الذي انطلقت منه الرؤية وكانت عملية إعادة هيكلة الاقتصاد أهم المحاور التي كان الجميع يتفق أنها أولوية قصوى، حيث مضت عقود من الزمن على الأنظمة واللوائح والتي أصبحت متخلفة مقارنة بتطورات اليوم، ولهذا جاءت الرؤية لتؤسس لمنهجيات عمل جديدة تتسم بالسرعة والتكيف مع كل التطورات والظروف، وأحدثت إجراءات هيكلة الاقتصاد أثراً بالغاً على ديناميكية الاقتصاد وما يدور في فلكه من قطاعات وأنشطة.
الرؤية لامست مكامن الخلل بعمق وكان من أبرزها وأكثرها خطورة هو اعتماد اقتصادنا على النفط كمصدر وحيد ورئيسي للدخل، ولو أخذنا هذا المحور فقط لعرفنا حجم التغير الذي أحدثته الرؤية في أول خمس سنوات من إطلاقها وكيف ساهمت برامج الرؤية في إحداث تقدم ملموس في تنويع مصادر الدخل للوصل إلى المستهدف برفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي إلى 65 في المائة بحلول 2030 .
أيضاً من أهم منجزات الرؤية إطلاق صندوق الاستثمارات العامة الذي يعد ركيزة أساسية في تنويع مصادر الدخل ويشكل الصندوق عجلة التحول الاقتصادي الوطني نحو التغيير الإيجابي المستدام في المملكةن حيث أنشأ 55 شركة في 13 قطاعاً إستراتيجياً، ووصلت أصول الصندوق إلى أكثر من 2 تريليوني ريال.
نحن أمام منجزات تاريخية يستحقها الوطن وهي نتاج للجهد الكبير الذي تعيشه كل أجهزة الدولة عبر مسارات الرؤية التي يقودها سمو ولي العهد بكل اقتدار وتميز ابهر العالم.