يقوم الدكتور (ف. عبد الرحيم، 2008) في كتابه «أوروبا تتحدث العربية» بتلخيص بليغ لتأثير اللغة العربية على اللغات الأوروبية فيكتب:
«لقد أعطت اللغة العربية أوروبا كلمات مثل Cotton لارتداء الملابس، وCandy للطعام، وCoffee للشرب، وChess للّعِب، وMagazine للقراءة، وSofa للاسترخاء، وMattress للنوم عليها، وCipher لإجراء العمليات الحسابية، وCable للتواصل، وRacket لممارسة التنس، وSugar للتحلية، وCheque لتحصيل النقود، وعديد من الكلمات الأوروبية الأخرى».
تشتمل مفردات كل لغة على عناصر اكتسبتها من لغات أخرى بصورة تعكس التلاقي والتواصل بين ثقافات هذه اللغات. ويكون للتلاقي الثقافي تأثيرات في حدوث استعارات لمفردات لغوية من لغة ما واندماجها في لغة أخرى، ويحدد هذا التلاقي العوامل التي تؤدي إلى اندماج كلمات معينة في اللغة المُستعيرة دون غيرها. ومع أن جميع الأنظمة الفرعية لأي لغة، سواء علم الدلالة، أو علم بُنية الجملة (النظام النحوي)، أو علم الصرف، أو علم الأصوات، أو علم المُعجم تتأثر جميعها بعمليات الِاقتراض اللغوي، فإن عناصر المفردات المعجمية هي في غالبية الأحوال الأكثر تأثُّرا وانتقالا في فعاليات الاستعارات اللغوية. أبحاث إينار هوجِن، وهو عالم أمريكي في علم اللغة الاجتماعي، تم تصنيف أبحاثه بالإضافة إلى أبحاث يوريل وينريتش، وفيرنر بيتز، على أنها الأعمال النظرية الأصلية (الكلاسيكية) التي تصف الاقتراض اللغوي بأنه «محاولة للتوالد اللغوي في لغة ما عن طريق استعارة أنماط لغوية موجودة أصلاً في لغة أخرى» (Haugan:1972:81)، وهذا يعني أن ما يطلق عليه الاقتراض اللغوي قد يكون في الواقع هو حالات من استعارة عبارات أو أنماط لغوية من لغة أخرى.
يُعرِّف القاموس الكلمة المُقتَرضة لغويا بأنها كلمة مستعارة من لغة ما ويحدث اندماج لها في لغة ثانية. ولكي يحدث هذا، فمن المحتم أن يكون هناك احتكاك ثقافي، وذلك توافقا مع ما يقوله هانس هوك، وبريان جوزيف بأن «اللغات واللهجات..... لا تتوالد في فراغ « (241-2009:278Kemmer :). وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاتصال الثقافي بين اللغتين - ألمُعيرة والمُستعيرة - يؤدي إلى اقتراض المفردات المُعجمية، وغالبا يكون هذا الاقتراض غير متماثل أو متكافئ، بمعنى أن الكلمات التي تنتقل إلى لغة مُستعيرة لا تكون بنفس القدر التي تنتقل منها إلى اللغة المانحة. (كيمير).
هدف هذا المقال هو إظهار أن هناك عددًا أكبر من الكلمات ذات الأصول العربية مندمجة في اللغات الأوروبية المختلفة بدرجات أكبر مما هو متوقع عموما، وربما تكون قد دخلت بشكل مباشر أو غير مباشر في لغة أوروبية معينة ثم انتقلت منها إلى لغات أخرى، وفي بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه الكلمات المُستعارة من العربية متشابهة في اللغات الأوروبية المختلفة، أو قد تختلف في الصوت أو المعنى من لغة أوروبية إلى لغة أخرى حسب الضوابط الصرفية والصوتية الخاصة بكل لغة.
ولقد أدى تأثير الحضارة العربية الإسلامية تاريخيا وثقافيا ولغويا على أوروبا إلى اندراج كلمات عربية معجمية في لغات أوروبية متنوعة. اندمجت هذه الكلمات تلقائيا في اللغات الإسبانية والفرنسية والإيطالية، وتبعا لذلك كان هناك تأثيرات عربية في مجتمعات هذه اللغات، وهو الأمر الذي يظهر جليا في استمرار وجود الكلمات العربية في البنية اللغوية المعجمية المعاصرة لهذه المجتمعات. ومع ذلك فلا بد من الالتفات إلى أن هذه الكلمات لم تكن كلها من أصل عربي، وذلك بالنظر إلى حقيقة أن اللغة العربية كانت نفسها قد استعارت مفردات من لغات أخرى عديدة مثل السنسكريتية والفارسية واليونانية واللاتينية، وكذلك الإسبانية. ولا بد من أن نكون على وعي بأن اللغة العربية - مثلها مثل اللغات التي حدث في التاريخ اقتراض معجمي منها - كانت زمن الاقتراض اللغوي منها «في مكانة متميزة في القوة والثراء والعِزّة أمام اللغات المُستعيرة وهو ما جعلها مصدر إفادة لتلك اللغات من حيث الأفكار والبُنى اللغوية». Kemmer
وقع تأثير الثقافة العربية الإسلامية واللغة العربية على أوروبا من خلال الفتوحات العربية ونشأة بلدان إسلامية، والتجارة والهجرات، والحروب الصليبية، وترجمة المخطوطات المبكرة من العربية إلى اللاتينية. بعد وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام عام 632، انتشر الإسلام بسرعة وفي أقل من 80 عامًا، كان قد فتح كل شبه الجزيرة العربية، وانتشر وتوسع إلى أقصى الغرب حتى إسبانيا، وإلى أقصى الشرق حتى أفغانستان، وفي غضون ذلك تم تأسيس مجتمعات جديدة يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جنبًا إلى جنب.
لعبت التجارة والهجرة أدوارًا هائلة في نشر الكلمات العربية عبْر السفر والترحال في جزر البحر الأبيض المتوسط على طول طرق التجارة العربية، وكذلك الهجرة من الجزيرة العربية إلى إسبانيا عن طريق الترحال مرورا بساحل شمال إفريقيا من شبه الجزيرة العربية إلى الأراضي الإسبانية.
ومن جانب آخر، بنى الصليبيون أساسا لتجارة مزدهرة بين الشرق الأوسط وأوروبا. وكانت أكثر السلع التي يكثر عليها الطلب من البلاد الإسلامية هي البهارات حيث إن النظام الغذائي الأوروبي كان رتيبا غير فاتح للشهية. وبالإضافة إلى ذلك، تم توريد السكر والبطيخ والليمون، والحرير والقطنيات، والشاش[يسمونه في أوروبا muslin، وهو نسيج من الموصل]، والدِّمَقس [ الحرير الدمشقي].
في مقابل الواردات من العالم الإسلامي إلى أوروبا، تم تصدير المواد الخام وخاصة المعادن من جنوب ألمانيا إلى العالم الإسلامي. وانطلاقا من هذه العلاقات التجارية، بدأت أوروبا في الاطلاع على العالم العربي الإسلامي، مما أدى إلى أن عددا كبيرا جدًا من الكلمات العربية تم اقتراضها من العرب إلى مختلف اللغات الأوروبية. وعندما وصلت التجارة بين أوروبا والعرب ذروتها في القرنين لعاشر والحادي عشر بعد الميلاد، ولم تكن أوروبا تتزود بالسلع فحسب، بل بالأسماء العربية لهذه السلع أيضا.
رفع العرب من مستوى تذوق المأكولات الرتيب عند الأوروبيين حيث أثروا طعامهم بالبهارات، وبأطعمة غريبة غير معروفة لهم من الفواكه والخضراوات. وتولدت كلمات جديدة في لغاتهم مثل artichoke وspinach، orange التي اقترضوها من كلمات الخرشوف والسبانخ والبرتقال الواردة في العربية. كلمة البرتقال (نرنج) هي من أصل عربي - فارسي، ونجدها في البرتغالية laranja، وفي الإسبانية naranja، وفي الإيطالية arancia، وفي اللغات الفرنسية والإنجليزية orange. الكلمة العربية «الخرشوف» كانت في الإسبانية القديمة carchiofa، وفي إيطاليا في القرن الخامس عشر تعرف ك- articicco. هذه الكلمات مُقتبسة بشكل معقول من اللغة العربية، حيث إنها اليوم في الإيطالية carcioda، وفي الإسبانية. alcarchofa وأداة التعريف في الإسبانية هي «al»، وهو ما يضمن لنا أثر اللغة العربية التي «الـ» هي أداة التعريف فيها.
الاسم العربي للسبانخ يُقال إنه من أصل فارسي. ويقال إن هذا النوع من الخضراوات يعود موطنه الأول إلى وسط وجنوب غرب آسيا، وإن العرب المسلمين The Moors هم الذين قدموه في القرن الحادي عشر وكان يُعرف باسم ispanag. ونظائر كلمة السبانخ في الفرنسية والإيطالية والإنجليزية هي épinard, spinace spinach. ومن الخضراوات الأخرى التي أدخلها العرب إلى البحر الأبيض المتوسط كاسم للون يشبه لون فاكهة الباذنجان. وتم تحريف الكلمة في اللغة الإسبانية القديمة لتصبح alberengena ثم berenjena وalberginia في اللغة الكاتالونية وثم نطق حرف «a» وتحويله إلى حرف o حيث انتقل إلى شمال أوروبا ودخل اللغة الإنجليزية، الإلمانية والفرنسية ك - aubergine.
وقدم العرب للأوروبيون أيضًا بعض المواد الغذائية الجديدة والفاخرة بالنسبة لهم، مثل القهوة والسكر والموكا. وصار السكر(sugar) عنصرًا غذائيًا فاخرًا أعاد العرب تقديمه إلى أوروبا في القرن الثاني عشر. يعتقد أن اشتقاق كلمة «سكر» من اللغة يعود أصل كلمة «سكر» إلى كلمة (arkara) اكارا في اللغة السنسكريتية التي كانت تعني «السكر المطحون أو المسكر»، في الأصل «الرمل أو الحَصَى». وصل السكر إلى أوروبا على مرحلتين: الأولى كانت في العصور القديمة عندما قدّمه الرومان بلفظي caccharum، saccharin والمرة الثانية كانت عندما أحضره التجار العرب معهم حين وصلوا إلى جنوب إيطاليا من الجزيرة العربية وبلاد فارس. وكانت الصيغة الإيطالية zuchero هي التي اندرجت في اللاتينية الوسطى بصيغتي zuccarum وzuccara اللذين صارا في الإنجليزية sugar، وفي الألمانية Zucker، وفي الفرنسية sucre.
كانت القهوة هي منتج فاخر آخر قدمه العرب للأوروبيين. والأصل اللغوي الذي تم اشتقاق كلمة القهوة منه ليس واضحا. من أين تم اقتراض اسم القهوة؟ سواء كان مشتقًا من كلمة Kaffe وهو اسم منطقة في شرق إفريقيا حيث كانت تتم زراعة القهوة، أو من اللفظ التركي qahve فإن اصل الكلمة لا يزال مبهما. يتناول ويليام أُكِرز موضوع القهوة على نطاق واسع في كتابه «كل شيء عن القهوة» الذي صدر عام 1922، ويقول إن تجار مدينة البندقية قاموا بعرض المُنتج في بداية القرن السابع عشر، وصار المنتج بعد ذلك معروفا بلفظه الايطالي caffe. وتم إنشاء المقاهي الأولى في القسطنطينية عام 1550 (Osman:1982:68) وبعد ذلك كانت البندقية تستمتع بالقهوة لأول مرة عام 1615، ثم انتشرت المقاهي بمدن مختلفة في أوروبا. وقدّم العرب مشروبا آخر هو الموكا الذي أخذ اسمه من اسم ميناء في اليمن.
من الكلمات العربية الأخرى التي تم انتقالها إلى اللغات الأوروبية من خلال التجارة هي admiral arsenal, وtariff. admiral كلمة مأخوذة من التعبير العربي «أمير ألبحر» التي كنت تعني قائد البحر. وكان الصقليون يستخدمونها، ثم أخذها النورمانديون عندما احتلوا جزيره صقلية وأعاروها إلى اللاتينية لتصير في الفرنسية القديمة amiralis، ثم اقترضتها الإنجليزية وأضغمت فيها حرف D فصارت admiral في لغة الإنجليز. كلمة أخرى تم اقتراضها من أصول عربية هي arsenal التي أستعيرت من التعبير العربي «دار التصنيع». وكان هذا التعبير يعبر في العربية عن المكان الذي كان يتم فيه تصنيع الأسلحة والذخائر وإصلاحها، وتخزينها. ظهر هذا التعبير في اللغة الإيطالية القديمة: arzana وdarsena ثم صار في الإيطالية المعاصرة arsenale، وفي الإسبانية arsenal. كلمة أخرى نقلها من التجارة هي tariff، وتم اقتراضها من المصطلح العربي : التعريف /التعريفة، بمعنى حصر أنواع البضائع. وفي أواخر العصور الوسطى كان يعني فاتورة اِستبيان الشحنات القادمة عن طريق السفن. احتازت اللغة الإيطالية استخدامه القرن الرابع عشر وبعد ذلك استخدمته اللغة الإسبانية بلفظ tarifa في القرن السابع عشر. وهناك كلمة أخرى من العربية مثيرة للاهتمام هي magazine التي تولّدت من اللغة العربية. هذه الكلمة مأخوذة من لفظ مخزن/مخازن الذي يعني أماكن تخزين الأشياء. استخدمت اللاتينية هذا اللفظ بنفس المعنى في عام 1228. كلمة مخازن استعارتها اللغة الإيطالية وأطلقت عليها magazzino، ومنها انتقلت إلى الفرنسية في كلمة magasin في القرن السادس عشر. استعارت اللغة الإنجليزية هذا المصطلح بمعنى موسع فصارت مخزنا للمعلومات، وتم استخدامه في عناوين الكتب منذ منتصف القرن السابع عشر، وبعد ذلك بقرن من الزمان بدأ توظيف الكلمة في تسمية الدوريات مثل (The Gentleman›s Magazine). [تستخدم الكلمة حاليا في الانجليزية بمعنى خزنة الرصاص في بندقية آلية :Bullet Magazine].
كان من شأن رحلات الحج من أوروبا إلى الأراضي المقدسة، وأيضا الحملات الصليبية (1095 - 1291) أن توّسع استخدام الكلمات العربية. من خلال هذه الرحلات الدينية سافر الأوروبيون إلى المناطق العربية على نطاق واسع مما نتج عنه تعرّفهم على بهارات جديدة زكية الطّعم والرائحة، وعلى حيوانات لم يروها أو يسمعوا بها من قبل. وعلى سبيل المثال، أخذوا من العربية أسماء التوابل مثل saffron الزعفران وcaraway الكراوية كما استعارتها من العربية. بالإضافة إلى أن الاسم girafe الزرافة الذي كان له أقدم أصول معروفة في الكلمات العربية. ومن المحتمل أيضا أن يكون هذا اللفظ راجعا إلى حيوان صومالي الموطن يطلق عليه جيري. تم توثيق الاسم الألماني Giraffe عام 1563 وتم استعارتها من الاسم الإيطالي giraffa. تطور النموذج الإنجليزي حوالي 1600 من girafe الفرنسية، وغير ذلك
وكان أهم العوامل التي نشأ منها دخول كلمات عربية إلى بعض اللغات الأوروبية وسريانها في هذه اللغات، هو حركة ترجمة الأعمال الفكرية اليونانية، ثم إلى اللغة اللاتينية في وقت لاحق. وكانت أعمال سقراط بصفة خاصة ذات أهمية حيث كان لها تأثير في العلماء العرب. وحافظ علماء الإسلام على التقاليد السابقة وبنوا عليها اختراعاتهم وابتكاراتهم العربية. وتم ترجمة العديد من الأعمال اليونانية والعربية في الطب والعلوم وجرى انتشارها في كل أنحاء أوروبا، وهو الأمر الذي أدى إلى انتشار كلمات عربية في اللغات الاخرى. على سبيل المثال أنتقل لفظ «صفر» إلى اللغات الأوروبية بكلمات sunya. cipher، zero يعتقد أن لفظ صفر له أصل سنسكريتي وانتقل إلى العربية وتم اقتراضه من العربية إلى أوروبا عن طريق اللاتينية الوسطى التي استعارته في القرن الثالث عشر وحولته إلى cifra وصار أيضا في الفرنسية القديمة cifra ودخلت في الإسبانية والبرتغالية cifra، والإيطالية cifre، وفي الإنجليزية cipher، وZiffer في اللغة الألمانية.
وفي الرياضيات، استعارت أوروبا لفظ algebra من الكلمة العربية. وهي مستنبطة في اللاتينية من لفظ الجبر، الذي ورد في كتاب ألّفه عالم الرياضيات المسلم محمد بن الخوارزمي بعنوان «حساب الجبر والمقابلة» الذي صدر في بغداد في عام 825 وتمت ترجمته إلى اللغة اللاتينية في عام 1154من قبل
Robert of Chester بعنوان Liber algebras et almucabola (139Vernet: 1984:) والكلمة موجودة اليوم في اكثر اللغات.
تعرّضت إسبانيا لأعظم التأثيرات العربية الإسلامية بين 710 و1492. وهذا التأثير يمكن رؤيته واضحا حتى الآن في العمارة الإسبانية ـ وبالأصح في جنوب إسبانيا. الكلمة alcove تم اقترضها من الكلمة العربية القبة، التي تعني مساحة مقببة أو غرفة صغيرة مسقوفة بفتحة تقود إلى خارج الغرفة. يعود تاريخها إلى سنة 1000 وبدأ استخدامها في الإسبانية باسم alcoba في القرن الثالث عشر. الصيغة الفرنسية alcove تم إلحاقها في القرن السادس عشر من الكلمة الإيطالية alcovo. والكلمة الإنجليزية alcove ظهر استخدامه حوالي في غضون 1670.
واللغة الإسبانية التي يُعرف فيها اليوم ما يتعدى 4000 كلمة في معجمها المفرداتي هي اللغة التي استوعبت أكبر قدر من الكلمات العربية. لم تكن اللغة العربية فحسب هي التي انتشرت في إسبانيا في الفترة ما بين 711 و1200 ولكن الثقافة العربية هناك كانت ثقافة أخرى تم استيعابها هناك. السكان الأصليون في إسبانيا بدأوا في ارتداء ملابس عربية وصاروا يستخدمون إشارات لغوية كانت من الإشارات الشائعة في الخطاب اللغوي العربي. وبالإضافة إلى ذلك كان هناك تركيز عظيم على الفن الإسلامي. وكان هذا التأثير أكثر وضوحا في صقلية عنه في إسبانيا فقد صار للغة العربية والثقافة العربية الإسلامية تأثير كبير على النورمنديين الذين كانوا قد احتلوا صقلية 200 سنة بعد العرب.
وفي واقع الحقيقة، بدأت المحكمة النورماندية على إصدار وثائقها الرسمية وتسجيلها باللغة العربية حتى سنة 1245. (Lewis: 1982:148).
والخلاصة هي أنه يمكن للمرء أن يقول إن هناك المزيد من الكلمات العربية التي يمكن رصد وجودها في اللغات الأوروبية. ومع ذلك فإنه من اللافت للنظر أن الباحثين في العلوم اللغوية غالبا ما يركزون في أبحاثهم على اللغات التي فيها كلمات معينة تم اقتراضها في البدء من اللغة العربية بشكل مباشر أو غير مباشر متجاوزين في ذلك التركيز على الأصول العربية. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث في هذا المجال لجمع وتحليل وتوثيق أصول الكلمات العربية الفاعلة في عملية الاقتراض من البدء.
** **
- د. نوال أحمد الجبير/ أستاذ اللغة الألمانية المساعد بجامعة الأميرة نورة سابقاً