منى القصاص
مع تطور التكنولوجيا وزيادة الوعي والثقافة تتغير حاجات العملاء/ المستهلكين، وتتغير توقعاتهم من الشركات، لذا بعد أن كانت المسئولية المجتمعية مجرد مصطلح معروف، أصبح الكثير من العملاء اليوم يقيمون الشركات بناء على دورهم وتأثيرهم في تنمية المجتمع سواء اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو بيئيًا.
وبرغم أهمية دور شركات القطاع الخاص في عملية التنمية في الوقت الحالي، إلا أن هناك الكثير من الشركات والمؤسسات ما زالت تتمسك بالعديد من الأفكار المغلوطة حول المسؤولية المجتمعية.
ومن أجل زيادة الوعي حول مفهوم المسؤولية المجتمعية وأهميته، دعونا نستعرض تلك الأفكار المغلوطة حول المسئولية المجتمعية للشركات:
* لا يوجد عائد حقيقي من التزام الشركات بالمسؤولية المجتمعية:
أثبتت تجارب العديد من الشركات حول العالم أن المسئولية المجتمعية تلعب دورا كبيرا في زيادة إنتاجية ومشاركة الموظفين، حيث إن مساهمة الشركة في تنمية المجتمع تعزز مشاركة الموظفين من خلال خلق شعور لديهم بأنهم جزء من كيان فعال في المجتمع. وذلك بالإضافة لدور المسئولية المجتمعية في زيادة قيمة العلامة التجارية وتحسين صورتها في أذهان العملاء وجذب المزيد من المستثمرين.
* الموظفون لا يهتمون بالمسؤولية المجتمعية للشركات:
من السهل التفكير أن كل ما يهم الموظف هو الراتب والمزايا وتحقيق توازن العمل والحياة الشخصية. ولكن في الواقع هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة، فوفقًا لاستطلاع رأي أجرته شركة (Cone Inc) الأمريكية، وجدت أن 79 في المائة من جيل الألفية يريدون العمل في شركات تهتم بدورها وتأثيرها المجتمعي وتسهم بشكل فعال في تنمية المجتمع.
وفي عام 2013 سجلت شركة IBM معدل دوران أقل بنسبة 10 في المائة مقارنة بباقي الشركات في نفس المجال وكان ذلك نتيجة لزيادة مشاركتها في المجتمع من خلال إنشائها للعديد من المشاريع المجتمعية (وفقًا لتقرير شركة OneReport).
* المسؤولية المجتمعية مهمة فقط إذا كان نموذج عمل الشركة B2C (تقدم خدماتها للأفراد):
بسبب دور المسؤولية المجتمعية في تحسين الصورة الذهنية للعلامة التجارية لدى العملاء يعتقد الكثيرون أن المسؤولية المجتمعية مهمة فقط إذا كانت الشركة تقدم خدماتها للمستهلكين ولا تستهدف شركات. والحقيقة أن المسؤولية المجتمعية للشركات مهمة بغض النظر عن الفئة المستهدفة، حيث يؤثر دور الشركة وتأثيرها المجتمعي في وضع ومكانة الشركة في أذهان العملاء سواء كانوا أفراداً أو شركات.
* المستثمرون لا يهتمون بالمسؤولية المجتمعية للشركات بل يهتمون فقط بالأرباح:
لا يمكن إنكار أن المستثمرون في أي مكان في العالم هدفهم الأول هو الربح، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يقدرون دور الشركة في تنمية المجتمع. فوفقًا لمجلة «فوربس Forbes» نحو 93 في المائة من الشركات تعتقد أن قيمة الشركة الاقتصادية ترتفع كلما أسهمت الشركة في خلق قيمة اجتماعية حيث إن هناك علاقة طردية بين الأداء الاجتماعي والأداء البيئي والأداء المالي.
وبجانب ذلك يدرك المستثمرون أن المسؤولية المجتمعية تمكن الشركات من إبقاء موظفيها متحمسين ومنتجين، بالإضافة للحفاظ على ولاء العملاء، مما يقودهم في النهاية لتحقيق أرباح أكثر.
* الشركات الكبيرة فقط هي الواجب عليها الالتزام بالمسؤولية المجتمعية:
المسؤولية المجتمعية لا ترتبط بالشركات الكبرى فقط، حيث إن المشاركة في خدمة المجتمع والالتزام بالتنمية بطريقة مستدامة هي واجب وضرورة بالنسبة للشركات سواء كانت صغيرة أو المتوسطة. كما أن المزايا التي تحصدها الشركات الكبرى من مساهمتها في المجتمع بشكل فعال مثل التسويق الشفهي الإيجابي بجانب تحسين إنتاجية الموظفين وزيادة ولاء العملاء، هي مزايا يمكن للشركات الأخرى الاستفادة منها أيًا كان حجمها أو مجال عملها.
** **
- الخبيرة الدولية واستشاري العلاقات العامة بمجموعة الباز