عثمان بن حمد أباالخيل
الإنسان وفي كل مراحل عمره من الطفولة إلى الشيخوخة يمر في لحظة من لحظات حياته إلى حالة أو حالات عدة من الرفض لكنّ هذا الرفض يختلف بحسب تلك اللحظة والموقف والمسببات لذلك الرفض. الرفض قد يكون في العمل، أو في الحب، أو مع الأصدقاء أو المجتمع أو الزوج أو الزوجة وفي كل تفاصيل الحياة، البعض يرفض الرفض ولا يعتبره جزءًا من الحياة والبعض الآخر يتقبل الرفض ويعتبره من الحياة نفسها. لماذا نخاف الرفض؟ لماذا لا نقيم موقف الطرف الآخر الطرف الرافض؟ لماذا لا نضع أنفسنا في مكان الطرف الآخر. صحيح هناك من الرفض من يكسر عزة النفس ويشتت الآمال ويبعثر الأوراق. لماذا لا نتقبل ونتعايش مع موضوع الرفض.
إن قوة الرفض تعتمد على مصدر الرفض هناك من يقول لك: لا ولا يعني رفضه لك أي شيء وهناك من يقول لك: لا فتقوم الدنيا ولا تقعدها خوفًا وحزنًا وقلقًا وربما تصاب بحالة نفسية. فيا منْ يعاني من الرفض حتى من أعز الناس فكن واقعيًا ومنسجمًا مع نفسك وتذكر إنّك لست وصياً على الآخر مهما يكن ذلك الآخر في حياتك.
وهذه بعض صور الرفض في مجتمعنا والتي في أحياناً تشعِرك بالأبعاد غير المعقولة، فتاة ترفض شاباً تقدم للزواج منها هناك من يتقبل الرفض وهناك من يطرح عشرات الأسئلة بينه وبين نفسه عنْ سر هذا الرفض غير المتوقع ظاناً إنه غير متوقع وهل تظن نفسك مقبولاً عند الجميع. وهناك منْ يضمن الوظيفة التي تقدم إليها حيث إنه من تلك العائلة أو الشريحة الاجتماعية أو أي سبب ويصاب بالإحباط حين يُرفض إنه رفض سلبي وليس إيجابي. إذن الرفض ليس مريحاً، لكنه جزء من الحياة، فمن استطاع أن يستخدمه لصالحه، يمكنه تغيير كل شيء. للأسف للرفض أثار نفسية ثبت تأثيرُه على الدماغِ بحسبِ دراسةٍ نُشرت في مجلةِ الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم التي قارنت نشاط دماغِ الأشخاص الذين تعرضوا للرفض مع دماغِ هؤلاء الذين عانوا من ألم بدني النتيجة كانت تشابهاً في النقاط المضيئة والمؤشرات التي يعطيها دماغُ النوعين.
الخشية من الرفض من قِبل الآخرين ليس نهاية الحياة وعلينا أن نتقلم مع الرفض والرافض، لكن للأسف هناك شريحة من الناس ترفض من أجل الرفض دون تقديم مبررات وإنما يكون الرد: على كيفي. الرافض مع تعامله مع الآخرين سوف يجد نفسه كما يقال على حافة الطريق حيث ينبذه من حوله. إضافة إلى إن الرفض يؤثر سلبًا على قدرة العقل على التفكير الواضح حيث يجد نفسه في محيط تتلاطم فيه الأمواج.
وفي الختام الرفض ليس أمراً سهلاً أبداً، ولكن معرفة كيفية الحد من الضرر النفسي خصوصًا حين يأتيك من إنسان تعتبره نفسك أو محيط تعيش فيه أمراً مهماً. (العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها).
- نيلسون مانديلا.