ومن الذي لا يحب الشباب؟! تربطني بالشباب علاقة قديمة وحيوية منذ بداياتي الصحفية, كان وقتها نجوم الأبيض وقود الحرف, دافع الكتابة بغمرة عنفوان القلم, كان الشباب بطلاً يصول ويجول ويقاتل بالأنحاء, ويحقق البطولات بتوقيت الداوود الرومي العويران ومرزوق العتيبي (عابر القارات) المهلل أنور وغيرهم!
كل جميل كان مرادفاً للشباب شكلاً ومحتوى، وأكثر ما كان ملفتاً فيه تصديره للمواهب؛ كان وطناً للإبداع مصنعاً للنجوم ومتحفاً للأساطير والعظماء مع غيرهم من نجوم كرة القدم السعودية، غاب الشباب طويلاً وكثيراً ليشيخ ويكبر لكنه عاد هذا الموسم بمظهرٍ شابٍّ مهيبٍ جامعاً كل مظاهر الشباب بتكامل متوازن مستعيداً بريقه المفقود منافساً للهلال البطل الدائم والمنافس الأعظم على كل البطولات!
وجود إدارة خبيرة حكيمة تجمع ما بين الحنكة الدهاء الإداري مع الخبرة الفنية والإمساك بزمام الأمور ذلك هو الدور الروحي الذي يقدمه الرمز الشبابي الرئيس خالد البلطان الذي يعود له الفضل في إعادة روح الشباب إليه، ولا ننسى الدور الاستراتيجي الذي لعبه المدرب الإسباني فسينتي مورينو بإعادة الشيخ (المترهل) فنياً الذي أرهقته سنين الغياب لسابق عهده شاباً ناضجاً.
دفاعاً وهجوماً وهما الأقوى والأبرز مع الهلال والاتحاد.. مع شباك نظيفة، بتواجد جوقة من اللاعبين المميزين محلياً وأجنبياً على ذات النسق من الحيوية العطاء والنجومية، ووجود عناصر خبرة أمثال هتان والآن ليس هو هتان (زمان) بل قائدٌ حيويٌّ ومحركٌ لزملائه وقدوة لهم والعائد لاكتشاف نفسه نواف العابد مع انضمام النجم فهد المولد والعودة المرتقبة لبانيغا سيكون الليث (شباب على طول)!
محترفو الشباب الصفقات الجديدة واحدة من أهم وأقوى مسببات تميزه وحضوره وتفوقه هذا الموسم للآن؛ العناصر الأجنبية هي الأبرز بمقدمتها (نجم الشباك) حالياً البرازيلي (كارلوس جونيور) زعيم هدافي دوري روشن السعودي، وحقيقة قد يكون الشباب لم يختبر بعد بشكل قوي على اعتبار أنه تفوق على فرق المؤخرة مع أبها والطائي، اللعب مع فرق قوية ومنافسة كالهلال والاتحاد والنصر .. سيكون اختبار قوة وتحدٍّ لإثبات الجدارة والصدارة! وبعودته للصدارة زادت الإثارة والتنافس اشتد مع الهلال لعمري ما أجملها من منافسة!
ولأن الشباب كثيراٍ ما يأتي في منطقة تباين (رمادية) هي خليط بين الأبيض والأسود فلا تستطيع التنبؤ بما يفعل غداٍ على اعتبار أن الوقت لايزال مبكراً للحكم!
جميعنا نحب الشباب ونتمنى له تحقيق بطولة وهذا هو الوقت الأنسب لجودة مكوناته، جميعنا نتمنى عودة الفرح لجمهوره الصابر وعودة شمس البطولات للإشراق من جديد على مدرجاته!
*محظوظون كون موسم 2022 /2023 قوياً بشكل ملحوظ وتنافسياً بشكل ملفت الصعوبة ناتجة من تقارب المستويات الفنية مع التهيئة والاستعداد والمستوى الفني التكتيكي الرفيع ..
كل التوفيق لجميع فرق دوري روشن السعودي في قادم الجولات لإضافة المزيد من الدهشة القوة والديناميكية!
*كل عام وأنت يا وطن بخير..
** **
- هيا الغامدي