عبد الله سليمان الطليان
قد يكون مصطلح الواسطة قد بدأ يندثر شيئاً فشيئاً ولكن آثارها وكما قلنا في مقال سابق (التخلّص من جيل الواسطة) ما زالت باقية تحتاج إلى التخلّص من التمثال البشري المزيّف التي تغريك بالمظهر أحياناً والحسب والنسب، ولكنك لن تظفر منها بالكفاءة العلمية الرصينة، عقولها خاوية في فهم عملها على الوجه المطلوب ما زالت متراكمة، يجرفها أحياناً تيار التغيير في البحث عن الكفاءة المناسبة التي تملك الخبرات والدورات، وهذا يتم إذا كان مكان العمل حريصاً على التطوير والتجديد الفعلي لزيادة الإنتاجية، الشيء المسر هو أننا نرى بوادر في الأفق في التوجه نحو ذلك في وضع الكفاءات ذات المكانة العلمية العالية والتي لها مشاركات وحضور عالمي في الخارج قبل الداخل، صقلتها الدورات المكثفة من أماكن علمية مشهورة على المستوى العالمي.
إننا نعاني من أشجار ذات ثمرات كاذبة التي نمت عن طريق ريِّها بالقبيلة والقرابة والمعرفة والصداقة في الداخل خصوصاً, تغلفت بمحتوى ضعيف، نفخ فيه بالمديح المفرط المستهجن في بيئة ينطلي عليها ذلك أحياناً إذا كانت بعيدة عن الوعي يهمها الاسم وليس العقل وقدرته، الذي يعطي صاحبه المظهر الاجتماعي الذي يسعى إليه الكثير بشغف قوي، والذي لا يتوقف الطموح عنده، بل يتعداه إلى الجشع والطمع في الحصول على ترقية غير مستحقة أو مكافأة ماليه، عن طريق المطالبة الملحة التي قد تطول على حساب العمل الذي تضيع وتضعف إنتاجيته مع الوقت عندما ابتلي بمن هذه هو مستوى تفكيره واهتمامه الذاتي الضيق الأفق.