شتان ما بين الواقع والحلم إذا لم يكن الحلم على أرض الواقع، فما يراه الإنسان بعيداً عن التحقق كان فكرة، وكل الأفكار الكبيرة كانت في بدايتها أحلاماً ترجمها أصحابها لأنهم آمنوا بهذه الفكرة، وداوموا على تنميتها.
وإذا كانت البداية في اختيار التخصص الجامعي الذي يؤهل صاحبه لسوق العمل فإن التخطيط لهذا الهدف يريح صاحبه الذي اختاره عن قناعة، ولا توجد مهنة لا تحقق لصاحبها التميز، ولكن يوجد أشخاص لا يطورون أنفسهم، ولا يبحثون عن الجديد في مجالهم؛ فالحياة بحاجة لنا جميعاً، وإذا اتفقنا على أن مهنة من المهن هي التي تأخذ بيد صاحبها نحو الثروة والشهرة وتحقيق الذات فإن لدينا قصوراً يجب أن نتداركه قبل أن يتسرَّب إلينا الإحباط، ولنضرب مثلاً بخريج «الاتصال والإعلام» فهو يرى أنه سيخرج إلى المجتمع حاملاً هدفاً ورسالة - وهذه حقيقة -، ويتنامى لديه شعور التفاؤل والاحتضان من مجتمعه، حتى يصطدم بصخرة الواقع التي لا تلين إلا لأصحاب العزيمة، ويصبح في مهب الريح لأن الواقع خالف أحلامه، الأمر الذي يجعله يشعر بالإحباط ويدفعه إلى التخلي عن الحلم والهدف والرسالة ويُصاب بالفتور.
وهنا..
نعم هُنا.. يأتي دور الشغوف المحب لتخصصه الطامح في الوصول إلى هدفه ومبتغاه في مسيرته، فيتصدى لكل العقبات ويذللها، ويدرك أن كل نهاية بداية وأن كل بداية إضافة لرصيده المهني الذي يضعه في حسابه الشخصي، ويدرك أنه من الطبيعي جداً أن نجد في بداية المسيرة العقبات والتعب وعدم السيطرة على الوقت، لكنه لا يضيع التجربة ويأخذ منها دروساً تُضاف إلى خبرته عند تكرار المواقف وتشابهها، ومن الممكن أن نجد بعض من حولنا يرفض التخصص، لكن الشغف بالنجاح والإصرار عليه ثم الوصول للحلم سيغير آراءهم وسيجني صاحبه ثمار اجتهاده، وقديماً قالوا: لكل مجتهد نصيب، ومن جد وجد ومن سار على الدرب وصل، فواصل شغفك ولا تفقد ثقتك بالله لأنك يوماً ما سوف تصل.