حبك الشخص أو كرهه بالغالب رزق وُسم به، أو حرمان به وُصم، هذا أمر مسلّم به من حديث عن خديجة (رُزقت حبها)، هذا، وقد سمعت عن أحد من العلماء يبتهل بدعوة (... اللَّهم لا تبلانا بحب كافر، ولا ببغض مؤمن).
وفي تفصيل لهذه الدعوة مُستفاد من «د. لطف الله خوجة»- بتصرّف «إن في التعميم والإجمال خطأ وجنوح، وفي التفصيل إصابة واستقامة.
واتباعاً لهذه القاعدة: لا بد من التفصيل في المراد بالحب، والمراد بالكافر؛ فإن الحب أنواع، والكفار أصناف ...
أنواع الحب، وأصناف الكفار:
الحب يكون لأحد الأسباب التالية: الدين، والخُلق، والقرابة، والجمال، والجنس.. ونحو هذا, فإن كان للدين، فهذه محبة دينية، يترتب عليها أحكام دينية، وإن كان لغيره فليست بمحبة دينية، بل دنيوية.
والكفار على أصناف فمنهم المحارب، الذي قد يُحارب: إما بسلاحه، أو بلسانه، أو بقلمه، ومنهم غير المحارب، الذي قد يكون: مُعاهداً، أو مستأمناً، أو ذمياً.
واختلافهم هذا يترتب عليه اختلاف أحكامهم، وطرق التعامل معهم، كما دلت عليه نصوص الشريعة»
... لكن وعوداً على بدء، أو بناءً على صدر ما تقدّم (السطور الأولى) ما يحزّ في المهجة أن تلفى محبوبها عند محبّ لا يكترث به!
إلا أن العزاء بمثل هذه الحالة، حتى إن بلغت بصاحبها هالة.. أن من تمعّن بها وجدها كنظريّةٍ «دائريّة»، قرّبها صناجة العرب (الأعشى)..
عُلَّقتُها (عَرَضاً) وَعُلَّقَت رَجُلاً
غَيري وَعُلَّقَ أُخرى غَيرَها الرَجُلُ
إشارة..
حين سُئلت أمّاً - حكيمةً-.. عن أغلى أبنائها؟ نظرت لهم وأطرقت ثم قالت ثكلتهم إن كنت أدري، فهم كـ(الدائرة) التي ليس لها طرف.