واحد وعشرون عاماً، ولم تنته حروبها، في محاولة لإعادة رسم خارطة جديدة للعالم، خلافاً لخارطة ما بعد الاتحاد السوفياتي، بل ولن تُخلى سبيل العالم من هجمات المسلسل الدامي في 11 سبتمبر 2001، ولن تؤتي أُكُلها أبداً، لخسائرها الجمة التي مُنيت بها، إنها (ماما أميركا)، التي تراوحت خسائرها إجمالاً بين 33 و36 مليار دولار، وفقًا لتقرير البنك الفيدرالي، فبلغت قيمة الخسائر في الأرواح نحو 7.8 مليار دولار أميركي، وتقلصت الوظائف في أكتوبر 2001/ 2002 بخسائر قدرها البنك بقيمة تتراوح بين 3.6 مليار دولار و6.4 مليار دولار، بينما بلغت تكلفة عمليات التنظيف والترميم نحو 1.6 مليار دولار، وإصلاحات المباني المجاورة، والتي تضررت نتيجة الانهيار بنحو 16.4 مليار دولار، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والنقل والطاقة والاتصالات بمنطقة «مانتهاتن» بنحو 3.7 مليار دولار.
إنها مغامرة كونيّة حاولت الأنظمة الماسونية أن تقلب الموازين ضد العالم، مثلما يتحكمون بالعالم المادي واقتصادياته، وأسقطت كورونا خرائطهُ المستقبلية، مخالفة للخارطة التي رُسِمت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وسقوط جدار برلين، لتدعو الولايات المتحدة إلى الاستمرار فيها بعد تورطها لأنظمتها في غزو (أفغانستان والعراق)، إحداهما نُهب خيراتها وزُرع تنظيم القاعدة وحلفائه في المنطقة، والثانية دُمّر شعبها ولا يزال جراء فشل أمريكي في القضاء على الإرهاب وأدواته فيها، لتخرج الأخيرة ذليلةً خائبة الرجاء أمام رُعاة الجبال من طالبان..
إنها تتناسى حقيقة الحرب، وأن بداياتها ونهاياتها أمور لا يُقررها طرف واحد، باعتراف كاتبة أميركية بأن: (هجمات 11 سبتمبر قصمت ظهرنا، ونحن أبعد ما نكون عن التعافي من آثارها)، ناهيك عن اعتراف ديفيد فون دريهل في مقاله بواشنطن بوست أن الدرس من تلك الأحداث أصبح معروفًا، وأن الحملات ضد المسلمين قد انكشف غطاؤها لكننا لم نعد نتحكم في إنهاء الحرب مثل سيطرتنا على بدايتها، ورغم حملات التشويه للإسلام ومُسلميه.. فهُم بأميركا أكثر ازدهارًا منذ هجمات سبتمبر التي شكلت مسار السياسة الأميركية الإرهابية عليهم، بمقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري، والقبض على كل منفذي 11 سبتمبر أو قتلهم، إلا أن الحرب لم تنته، رغم أن كل الرؤساء الأميركيين منذ بوش الأب أرادوا إنهاء الحرب، وهو ما أعلن عام 2003 أن «المهمة أنجزت»، ووعد أوباما بإنهاء الأمور، وكررها ترامب وتفاوض على انسحاب القوات من أفغانستان، وزاد بلتها عاراً جو بايدن بالانسحاب في الذكرى العشرين لتلك الأحداث، فالأميركيون تعبوا، ومل العالم من غزواتهم الفاشلة.